جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
حوار مع مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو يثير فيه تساؤلات غاية في الأهمية عن حزب الله والمحكمة الدولية ومغامرات حسن نصر الله
لا يجد الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان حرجًا في وصف تهديدات الأمين لحزب الله الأخيرة للحكومة والقوى السياسية اللبنانية بكونها نوعًا من "البلطجة السياسية"، تنسجم مع رغبة نصر الله في الهيمنة على لبنان وابتزاز ساسته والتحول لرجل لبنان الأول في سيناريو مكرر لما يقوم به المالكي في العراق بدعم من سادته في طهران.
ويتخذ الجوزو موقفًا واضحًا من إيران ولا يتورع عن وصف زيارة محمود أحمدي نجاد إلى لبنان بالكارثة التي حلت على البلاد، وأكدت مدى نجاح نظام الملالي في ارتهان لبنان لخدمة المصالح الفارسية، واستخدامه كورقة في صراعه مع القوى الدولية بدعم من عملائه في الداخل اللبناني الذين لا يقيمون وزنًا لسيادة لبنان وهويته العربية.
فهو يبدو حادًّا في توجيه سهام النقد لنصر الله، واصفًا حديثه عن اقتحام عيادة نسائية والحصول على أرقام تليفونات بـ"المتخبطة"، متسائلاً: إذا كان نصر الله يقيم الدنيا ولا يقعدها لاختراق عيادة، فأين كان حين قام مقاتلوه بانتهاك حرمة فتيات وسيدات بيروت وتصفية شيوخ وأطفال لبنان عام 2007م؟!
ولا يتردد في اتهام الأمين العام لحزب الله بأنه يقود لبنان عبر مواقفه إلى كارثة رغم أنه يستبعد في الوقت نفسه إمكانية إقدامه على تكرار سيناريو 2007م، باعتبار أن التطورات الداخلية والدولية لن تسمح له بذلك؛ مما سيجعله يفكر كثيرًا قبل الإقدام على مغامرة يدفع ثمنها لبنان وطنًا ومواطنين.. هذه كانت بعض مقتطفات الحوار مع د.محمد علي الجوزو، والسطور القادمة تحمل التفاصيل...
** يشهد لبنان منذ عدة أشهر تجاذبات وتوترات على خلفية قرب صدور القرار الظني باتهام مقربين من حزب الله بالتورط في اغتيال رفيق الحريري، فكيف ترى مصير المحكمة الدولية في ظل تهديدات قادة حزب الله لها؟
- لبنان يتجه إلى منعطف خطير لم يواجهه من قبل حتى في أيام الحرب الأهلية مع اقتراب صدور القرار الظني من المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري؛ حيث لم يترك حزب الله فرصة لوضع العراقيل أمام عمل المحكمة إلا وأقدم عليها، فقد نثر تهديداته هنا تارة وهناك تارة أخرى؛ لحث اللبنانيين على مقاطعة المحكمة وتارة أخرى بقطع أي أيدٍ تمتد لأي من عناصر الحزب، وعرض مواقف لا تنم إلا عن ازدرائه للقانون وعدم اعترافه بولاية الدولة اللبنانية ولا بدستورها وقوانينها، وأصبح لا يرى حرجًا في تهديد شركاء الوطن بإمكانية تكرار سيناريو 7 مايو 2007م في حالة تعاملها الإيجابي مع قرارات المحكمة الدولية.
أعتبر أن مواقف حزب الله وأمينه العام تنمُّ عن نوع من البلطجة السياسية وغياب التفكير المنطقي، وكان على الحزب أن ينتظر قرار المحكمة، فهي حتى الآن لم تصدر قرارًا ولا حتى ظنيًّا بهذا الاتهام حتى يسارع بدق طبول المواجهة مع الحكومة والشرعية اللبنانية، ويجند حلفاءه وأتباعه لمهاجمة الشرفاء والكيد لهم، ووضع البلاد على شفير النار، وهو وضع خطير لا أظن أن عواقبه ستقتصر على الداخل اللبناني فقط، بل سيكون لها تداعيات عالمية باعتبار أن الحزب وضع نفسه بهذه المواقف في وضع الخارج على الشرعية الدولية.
عواقب وخيمة
** ماذا تعني بتداعيات عالمية؟ وهل تقصد إمكانية تدخل واشنطن بشكل قوي في الشأن اللبناني وفرض إرادتهم على الداخل اللبناني وإلزام حزب الله بقبول قرارات المحكمة؟
- لا أظن حتى الآن أن حزب الله قد يفكر في تكرار سيناريو 2007م؛ فالأوضاع حاليًا مختلفة كما كانت سواء داخليًّا أو خارجيًّا؛ فالجيش والشرطة اللبنانية لن تسمح بانهيار الأوضاع الأمنية كما حدث من قبل، فضلاً عن المناخ الدولي لن يمرر هذا السيناريو بل قد يتخذه البعض ذريعة للتدخل في الشأن اللبناني، وعلى رأسهم واشنطن وتل أبيب الساعين بقوة لإيجاد موطئ قدم في الساحة اللبنانية، بل وتمهيد الأجواء لعمل عسكري إسرائيلي ضد لبنان. لذا فمن المؤكد أن إقدام حزب الله على أي مغامرة جديدة ستعرضه وتعرض لبنان معه لعواقب وخيمة دوليًّا وإقليميًّا ومحليًّا، ويا ليت هذه الرسالة تجد صدى لدى قادته، وليتوقف عن المغامرات التي ذاق لبنان من ورائها الأمرَّيْن خلال السنوات الماضية.
ازدواج معايير
** لكن الحزب وأمينه العام علا صوتهم ضد المحكمة بعد تسريبات عن اختراقها لعيادة طبية نسائية ونجاحها في انتهاك أسرار سيدات ينتمين للحزب، فضلاً عن تورطها في نقل كل التفاصيل للعدو الصهيوني.
- هذا دليل كبير على حالة التخبط التي تسود حزب الله، وكذلك حالة ازدواج المعايير التي يتعامل بها مع الأوضاع في لبنان؛ فالحزب الذي يزعم دعمه المقاومة والحق في فلسطين يسرُّه كثيرًا أن تضيع الحقيقة في لبنان ويذهب دم الشهيد رفيق الحريري هدرًا؛ فنصر الله لا يهمه أمن واستقرار لبنان في شيء ولا يضع في اعتباره ضرورة كشف الحقيقة فيما يتعلق بقتلة الحريري وعديد من الشخصيات اللبنانية، بل كل ما يهمه الهيمنة على لبنان وإلحاقه بالهلال الشيعي وارتهانه لخدمة مصالح إقليمية، وإذا كان يقيم الدنيا ولا يقعدها على اقتحام عيادة طبية نسائية ويذرف الدمع على انتهاك الحرمات حين تعلق الأمر بتليفونات، فأين كانت كل هذه الضجة في أحداث مايو 2007م حين انتهك مقاتلوه أعراض سيدات وفتيات بيروت وأزهقوا أرواح الشيوخ والأطفال؟!! فهل دم هؤلاء أرخص من أرقام تليفونات سيدات ينتمين للحزب؟!
** هل يُعدُّ نقل أسرار المحاكمة لجهات خارجية خطرًا يهدد أمن وسيادة لبنان؟
- قد أتفق مع حديث نصر الله عن السيادة وضرورة الحفاظ على أسرار لبنان وضمان عدم انتقال معلومات المحكمة لجهة خارجية، ولكن بشرط أن يطبق هذا الأمر على الجميع لا سيما أن أسرار الدولة اللبنانية وسيادتها تنتهك لصالح قوى إقليمية عبر حزب الله وغيره، ولا يلفت هذا نظر نصر الله من بعيد أو قريب.
** في ظل هذا التهديد والوعيد بقطع الأيدي، هل تعتقد أن حزب الله قادر على تعطيل المحكمة؟
- المحكمة الدولية تعني العدالة الدولية وقد صدر قرار أممي بتشكيلها، ومن ثَم فإن لغة التهديد والوعيد لعرقلة عملها لن تنجح باعتبار أن إلغاءها يحتاج لقرار من مجلس الأمن، ناهيك عن أن دعوة نصر الله لمقاطعتها لم تجد آذانًا مصغية في الداخل، فلم يجد زعيم حزب الله إلا استخدام لغة التهديد والوعيد في الداخل اللبناني لابتزاز الشعب وحكومته الشرعية، لعل هذا ينجح فيما فشل فيه دوليًّا.
أما عن قطع الأيدي، فأنا لا أجد صعوبة في تحديد هوية هذه اليد المراد قطعها، والمؤكد أنها لبنانية وعربية في المقام الأول ليحذو حذو ما يفعله سادته الإيرانيون في العراق وأفغانستان؛ حيث يعملون بكل ما أوتوا من قوة لخدمة المشروع الأمريكي، مع السعي لاستباحة الساحة اللبنانية لاستخدامها كورقة للتخديم على المصالح الإيرانية.
** كثيرًا ما يلوح معارضو المحكمة الدولية بورقة شهود الزور، ويعتبرون أية اتهامات تساق طبقًا لهؤلاء الشهود باطلة.
- هذه كلمة حق أريد بها باطل، فشهود الزور معروفون، وإذا رغبنا في وضع أيدينا عليهم فهذا أمر ميسور، فعلينا أن نعود بالذاكرة إلى الأسابيع القليلة التي سبقت اغتيال الحريري؛ حيث شنت حرب شعواء على فقيد لبنان والأمة العربية، هيأت الأجواء لاغتياله. وأعتقد أن من المتورطين في هذه الحملات هم شهود الزور أمس واليوم، من ثَم فليس من المنطقي أن يعلق من تورطوا في اغتيال الحريري معنويًّا وماديًّا الكثير على هذا الأمر، ويتوقفوا عن شن الحملات ضد المحكمة الدولية وإعطائها الفرصة الحقيقية لكشف حقيقة عملية الاغتيال والمتورطين فيها.
إذكاء الفتنة
** الحملة على المحكمة الدولية لم تقتصر على نصر الله فقط؛ حيث وجه ميشيل عون انتقادات لاذعة لها أيضًا.
- ما زال حلم عون في الوصول للرئاسة اللبنانية يراوده بين الحين والآخر، ومن أجل ذلك الهدف فهو مستعد لفعل أي شيء لاكتساب حلفاء جدد؛ لعلهم يساعدونه على بلوغه على تحقيق مراده، فتارة يحاول تشويه سجل الشرفاء والشهداء ويحاول إهالة التراب عليهم والتشكيك في ذممهم المالية، وذلك لينجح في تنظيف ثوبه الملطخ بالدماء اللبنانية، وتارة أخرى بالأموال التي استولى عليها من الخزانة العامة قبل هروبه لفرنسا. ومن هنا فالجنرال عون لا يخفي ضيقه بالعدالة والقضاء ويسعى بتوجيه من أسياده وحلفائه لتشويه صورة المحكمة، فضلاً عن أن مصلحة عون تسير في إطار السعي لتكريس الصدام بين الشيعة والسنة في لبنان وإذكائه؛ ليقلب الطاولة على الجميع ويستطيع الوصول للمقام الرئاسي.
حوار طرشان
** هذا التنافر بين الفرقاء اللبنانيين في جميع القضايا يتناقض مع وجود طاولة حوار يحضرون إليها لتسوية مسائل عديدة منها سلاح حزب الله.
- الحوار يتطلب الندية ووضع المصلحة العليا للبنان في مقدمة أولويات الجميع، وليس مع أناس يرغبون في ارتهان لبنان لخدمة المصالح الإيرانية، واحتكار قرار الحرب والسلام واحتقار الشركاء في الوطن، وما دام هذا النهج مسيطرًا على حزب الله وحلفائه فلا أمل في نجاح الحوار الوطني.
وفيما يتعلق بسلاح حزب الله، فلا أعتقد أننا على مقربة من تسوية هذه الملف ما دامت الدولة اللبنانية غير قادرة على بسط نفوذها على الجميع ومحكومة بتوازنات إقليمية ودولية، فسيظل الحوار حول وضع السلاح بيد الدولة مجرد حوار طرشان لا طائل من ورائه.
دعم المشروع الأمريكي
** دائمًا ما توجه انتقادات لإيران رغم أن لكل دولة الحق أن تدافع عن مصالحها وتستخدم كافة أوراقها لحماية هذه المصالح.
- قد يكون لديك بعض الحق من الناحية النظرية لكن دون أن يكون ذلك على حساب هدم استقرار بلدان مجاورة، أو محاولة الاستيلاء على بلد آخر وإلحاقه بها، دون الوضع في الاعتبار أي وشائج قربى أو "دين"؛ فمثلاً بماذا تسمِّي ما يفعله الملالي في العراق، لقد تمكنت المقاومة العراقية من إذلال الأمريكان سياسيًّا وعسكريًّا حتى بدءوا يفكرون جديًّا في مغادرة البلد، وهنا جاء الدعم الشيعي الإيراني ليقدم طوق نجاة للأمريكان لينقذهم من ملاقاة هزيمة، تجرعها السوفييت في أفغانستان، عبر تقديم معلومات استخباراتية عن المقاومة، ودفع البعض لتفتيت هذه المقاومة؛ إدراكًا منهم أن طول أمد الوجود الأمريكي يخدم مصالح إيران قبل أن يخدم مصالح واشنطن، ثم نراهم يتحدثون بعد ذلك عن روابط الدم والقربى والدين مع العراقيين والأفغان ولا يخجلون، بل من الأسف أنهم يجدون البعض يصغي لهم.
انتهاك السيادة
** لكن هذا الأمر يتناقض مع واقع العلاقات اللبنانية الإيرانية بعد قيام نجاد بزيارة لبنان وإجرائه مباحثات مع القيادات اللبنانية وجميع ألوان الطيف السياسي.
- من الأسف أن هذه الزيارة كانت كارثية، وحملت مردودًا سيئًا على الداخل اللبناني؛ فنجاد وهو يلقي خطابه في بنت جبيل أشعرني بأنه يتحدث من قم وأنَّ لبنان قد تحول لساحة مستباحة للفرس وكأنه غدًا إحدى المحافظات الإيرانية. بل إن هذه الزيارة أكدت نجاح نظام الملالي في ارتهان لبنان وتوظيفه لخدمة مصالحهم؛ حيث استغل هذه الزيارة لتوجيه رسائل دولية وإقليمية لعدد من القوى بينها واشنطن وتل أبيب وعواصم عربية مثل القاهرة والرياض، تعكس ما لدى طهران من أوراق تستطيع عبر توظيفها لتفجير المنطقة في حالة اندلاع مواجهة مع الغرب، كما كانت الزيارة فرصة لحسن نصر الله لتأكيده ولائه التام للمرشد الإيراني.
** غير أن ما تقوله يخالف ما تزعمه طهران من وقوفها على مسافة واحدة من الفرقاء اللبنانيين.
- لو كانت ما تزعمه طهران يحتمل أي نوع من المصداقية لكان نجاد قد احترم سيادة لبنان واكتفى خلال زيارته للبنان بلقاء الرؤساء الثلاثة فقط "سليمان وبري والحريري"، ولم يحاول الأمر لزيارة شعبية، محترمًا السيادة اللبنانية، ولكنه أراد استخدام الساحة اللبنانية لتحقيق مأربه. ومن هنا فإن هذه الزيارة كرست حالة انعدام الثقة بين عموم اللبنانيين -باستثناء نصر الله وحلفائه- في السياسة الإيرانية، وأصبح لدينا يقين بسعي طهران لتكرار السيناريو العراقي في لبنان، وإفقاد الأخير هويته العربية، وتحويل نصر الله للرجل الأول في لبنان؛ ليديره وفقًا لإرادة منفردة يملي من خلالها شروطه على الشعب اللبناني، ليحذو حذو نوري المالكي رجل إيران في العراق، والداعم الأول للمذابح في صفوف سنة العراق، والتي تقوم مليشيات تابعة له بها، وبعدها يتم إلصاقها زورًا بالقاعدة.
** في ظل الحديث عن دعم إيران وسوريا للشيعة في لبنان قد يطرح تساؤل نفسه، أين مصر والسعودية من كل ما يحدث؟
- القاهرة والرياض تقدمان دعمًا للبنان، غير أن هذا الدعم يتوقف عن الشقين المعنوي والدبلوماسي والبلدان مهمومان بالشأن اللبناني ويسعيان بقوة لرؤية لبنان قوي ومستقر، ولا يمتلكان أي أجندة خاصة بهم، ولا يرغبان في ارتهانه لمصالحهم كما يفعل الكثيرون.
** من الأمور الغربية في لبنان نجاح حزب الله في اكتساب أرضية جديدة وأنصار جدد بين أبناء السنة في لبنان أو أبناء الطوائف الأخرى، فهل لفضيلتكم تفسير لذلك؟
- هناك حالة حسد وغيرة داخل قلوب بعض الساسة من المنتمين لسنة لبنان تجاه المكانة التي وصل إليها آل الحريري، وتصاعد شعبيتهم في لبنان في وقت تتضاءل مكانتهم هم، من ثَم فلا يجد هؤلاء بدًّا من الارتماء في أحضان حزب الله وتوجيه انتقادات لآل الحريري؛ سعيًا للحصول على الحظوة لدى حلفاء الملالي. لذا فالطموح السياسي لهؤلاء من يجعلهم يخطبون وُدَّ الحزب، فيما يسعى الآخرون وراء المال وفقًا لسهم المؤلفة قلوبهم؛ لذا فليس غريبًا أن نرى بعض الوجوه السنية تسير في هذا الإطار، كلٌّ حسب أهدافه.
أمر واقع
** شهدت العلاقات السورية - اللبنانية حالة تطور في الفترة الأخيرة كللت بزيارة الرئيس الأسد لبيروت بصحبة العاهل السعودي، فكيف تنظر إلى الدور السوري؟
- بالفعل العلاقات اللبنانية السورية شهدت تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الجهد السعودي في تقريب وجهات النظر بين البلدين وتبادل الزيارات على أعلى مستوى، ومع هذا فالدور السوري في لبنان ما زال يتراوح بين السلبي والإيجابي؛ فالسفير السوري حاليًا في بيروت يحاول من وقت لآخر إظهار نوع في الحيدة بين الفرقاء اللبنانيين، وهي حيدة ترجمها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لدى اعترافه بكون المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري أمرًا واقعًا ينبغي التعامل معها ومع قراراتها وتداعياتها، وهو أمر جيد في ظل مواقف المعلم المناهضة للمحكمة في السابق، ونأمل أن يستمر الإخوة السوريون في تبني مواقف تخدم استقرار لبنان وهويته العربية.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
التعليقات
إرسال تعليقك