ملخص المقال
كل يوم اثنين في تمام الساعة التاسعة أتسمر أمام التلفزيون منتظرا التتر الحزين لبرنامج العلم والإيمان
مصطفى محمود رثاء قبل الرحيل
قبل أسبوع من رحيل المفكر والأديب الدكتور مصطفى محمود في 31 أكتوبر كتب الأستاذ كريم عبدالسلام مقالا بتاريخ 22 أكتوبر بجريدة اليوم السابع الأسبوعية بعد أن راح الدكتور في غيبوبة كأنه يستريح من عناء السنين، أو أراد الله للفارس أن يترجل كما جعلتها السيدة أسماء مثلا لمن أخلد إلى الراحة بعد طول عناء وكانت تعني فالفارس الذي صلبه الحجاج بن يوسف الثقفي " الصحابي : عبد الله بن الزبير".
أكتشفت أن نفس القصة التي يرويها الأستاذ كريم هي نفس ما أردت أن أرويه في هذا الملف قلت " آن للفارس أن يترجل" وكنت أمنّي نفسي أن يتعافى " مصطفى محمود " لكي أجري معه الحوار الأخير، ولكن ترجل الفارس دون أن التقي به ـ لقد كان في غيبوبته ـ دون حاجز الشاشة التي كان يطل علينا منها لنتعلم منه الكثير، ويهدينا بكلماته إلى الطريق.
لم نعلم إلا مؤخرا أن التلفزيون المصري ـ الذي منع بث حلقاته بينما تليفزيون الشارقة يبثها في المناسبات الكبرى ـ ولا نعلم ما هي أسباب اختفاء الحلقات من على شاشات القنوات المصرية ، ولعل موت الرجل يكون بداية لان يأخذ مكانته التي أخذها حيا ، ونال بها احترام الجميع حتى من خالفوه في الرأي .
أتعجب مع الإعلامي اللامع محمود سعد في البيت بيتك ـ البرنامج الذي يذاع في القناة الثانية المصرية والفضائية المصريةـ من اختفاء الحلقات من على الشاشة المصرية ، وقديما كان يساومه على أن تكون تكلفة الحلقة 30 جنيها فقط، وكان النجاح الذي حققه "العلم والإيمان" والجو العام الذي ساد في حقبة السبعينات في "دولة العلم والإيمان" جعل ذلك لحلقات الدكتور مصطفى محمود شعبية في وسط الشباب والمثقفين، فقبل التلفزيون المصري العلم والإيمان. واشتهر الدكتور ـ رحمه الله ـ بأنه من أهل الخير علما وعطاء؛ بعدما أسس جمعية محمود الخيرية ، الصرح الذي اوجد للفقراء مكانا للعلاج والدواء، بل لحاجات الحياة للذي عضّه الفقر بأنيابه.
وما بين الميلاد 1921 والرحيل إلى الله 2009 كانت الحياة حافلة بالعطاء، وقيمة الإنسان كما يذكر هو فيما يعطي أو ما قاله بالحرف الواحد (قيمة الإنسان. هي فيما يضيفه للناس بين حياته وموته ) وليت الكثيرين يدركون أن لحظة الانتقال لكل منا إلى الدار الآخرة إنما هي تقديم لـ الحساب الختامي لشراكة البشر في هذه الأرض،ثم ينتقل الإنسان إلى صحبة أخرى وعالم آخر..
ترى من تكون الصحبة، وماذا نحمل معنا للرحيل ؟
سؤال محير، ونسأل الله أن يحسن لنا الخواتيم..
عادل صدّيق
التعليقات
إرسال تعليقك