جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
الدور العربي والمصري في دارفور؟ مقال يبين خطورة ما يجري من ترتيبات بدارفور بأيد أجنبية مما يؤثر على وحدة السودان, وضرورة التدخل العربي المصري لإنقاذ ما
خطورة ما يجري في دارفور من ترتيبات ربما تؤثر على وحدة السودان واستقراره, إنها تجري بأيدٍ أجنبية، ومن وراء ظهر الجامعة العربية ومصر، أو على الأقل بدون تدخل من الطرفين في تشكيل صورة الواقع هناك، وترك الأمر للأمم المتحدة والاتحاد الأوربي, مثلما جرى ترك الأمر في مفاوضات الجنوب للولايات المتحدة الأمريكية وحدها، رغم أن أي واقع جديد سينشأ في السودان سيؤثر على العالم العربي، ومصر خاصة.
صحيح أن الخارجية المصرية تتابع الأمر عن كثب، وتلعب دورًا في الاتصالات مع الاتحاد الأوربي وفي مؤسسات الأمم المتحدة، وتعرقل صدور قرارات تعاقب حكومة السودان، كما أن وفدًا من الجامعة العربية توجه إلى ولايات دارفور غرب السودان؛ لتقصي الأوضاع الإنسانية هناك إثر مزاعم بوجود ممارسات تطهير عرقي وتجاوزات أخرى ضد المدنيين..
ولكن كل هذا لا يؤثر على الخطط الموضوعة لرسم الواقع الجديد في دارفور أو الجنوب، ولا يعادل ما يجري من مخططات غربية مدروسة بدقة لتغيير الوضع في السودان.
وإذا كان التدخل الغربي والأمريكي مقبولاً فيما يتعلق بالوضع في جنوب السودان؛ بدعوى أن هناك صراعًا بين مسلمين ومسيحيين (وفق إحصاء سابق يرجع لعام 1981م: نسبة المسلمين في الجنوب 18%، والمسيحيين 17%، وباقي السكان وثنيون)؛ فهو ليس مقبولاً في الغرب؛ لأن كل القبائل هناك مسلمة سواء العربية أو الأفريقية بنسبة 99%، وليس هناك معنى لتدخل الاتحاد الأوربي؛ بدعوى وجود تطهير عرقي أو ديني.
التدخل العربي والإسلامي ضروري:
بل إن هذا أدعى لتدخل العرب والمسلمين في المفاوضات المباشرة؛ لإصلاح الحال بين مسلمي المنطقة, وعدم السماح بمد التمرد إلى مناطق أخرى وقبائل أخرى قريبة مثل قبائل "البجا" التي تسعى حركة تمرد الجنوب لضمهم إلى تمردها على حكومة الخرطوم، وبها جماعات ترفع لواء التمرد على الخرطوم.
ويبدو أن الاتفاقات التي تجرى حاليًا برعاية تشاد ومن خلفها الاتحاد الأوربي ستكون على غرار ما جرى في مفاوضات ماشاكوس ونيفاشا بين الخرطوم ومتمردي الجنوب, من حيث انعقادها بعيدًا عن أي تأثير عربي في مجرياتها، ومن ثم اقتصار الدور العربي على "رد الفعل" لا "الفعل"، والتعامل مع ما ينتج عنها من آثار!
فليس سرًّا أن هناك توجهًا غربيًّا للتدخل في شئون السودان، تحت ضغط جماعات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة التبشيرية الأوربية، وليس سرًّا كما قال الصادق المهدي إن 21 مطبخًا أوربيًّا وأمريكيًّا ليس من بينها مطبخ عربي واحد تضع حلولاً لقضية السودان..
كما أن العديد من البلدان الأوربية مثل: هولندا وألمانيا والنرويج صارت تعتبر السودان قضية داخلية في مناقشات برلماناتها؛ لأن الكنائس والمنظمات التطوعية التي تُعنى بالإغاثة هناك, تؤثر على الرأي العام الداخلي.
التعليقات
إرسال تعليقك