ملخص المقال
أعادت 17 صحيفة دانماركية نشر رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويظهر الرسم المذكور الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة على شكل
صحف دانماركية تعيد نشر الرسوم المسيئة
أعادت 17 صحيفة دانماركية نشر رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء الموافق 14/2/2008م.
والرسم المذكور الذي يظهر الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرا عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، هو واحد من 12 كريكاتيرا تسيء للرسول عليه السلام، نشرتها صحيفة يولاندس بوسطن في 2005م، مما أثار غضب العالم الإسلامي.
وفي عداد الصحف الـ17 انضمت صحيفة برلينغسكي تيدنديه -وهي من الصحف الكبرى- للمرة الأولى إلى ناشري هذا الرسم المثير للجدل، بغية التعبير كما تقول عن رفضها للرقابة الذاتية بعد تهديدات بالموت وجهت إلى فسترغورد، أحد 12 رسام كاريكاتير وضعوا رسومات تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقالت رئيسة تحرير الصحيفة ليزبيت كنودسن وهي التي لم تنشر الرسوم الكاريكاتيرية المثيرة للجدل سابقا لكنها فعلت ذلك أمس الأربعاء "لا يمكننا القبول بأن تؤخذ حرية التعبير رهينة من قبل التطرف الديني، يمكن لحرية التعبير أن تكون محترمة ومتسامحة، لكن يجب عدم ترهيبها بقصد إسكاتها".
وكانت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الدانماركية اعتقلت أول أمس الثلاثاء في مدينة آرهوس -ثاني أكبر مدن البلاد- مهاجرين تونسيين ودانماركي من أصول مغربية، للاشتباه في أنهم خططوا لقتل أحد الرسامين.
وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك، في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب.
وفسترغورد (73 عاما) هو رسام الكاريكاتير في صحيفة "يولاندس بوسطن" التي كانت أول من نشر الرسوم التي أعيد لاحقا نشرها في نحو ستين مطبوعة، مما أثار موجة من الاحتجاجات حول العالم. ويعيش هو وزوجته في حماية الشرطة منذ ثلاثة أشهر بسبب تعرضهما للتهديد.
وفي سياق متصل ذكرت وزارة الخارجية الدانماركية أنها لم تتلق تقارير عن تصاعد التوتر في الدول الإسلامية عقب إعادة نشر رسم كاريكاتيري، كما حدث في السابق وهو أمر خالف التوقعات.
وكان رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن قد عبر عن قلقه مما يحدث.
من جانبهم أعرب قادة الجالية الإسلامية في الدانمارك عن تخوفهم من أن تترك الاعتقالات آثارا سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدانماركي، وأن تفجر إعادة عرض الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام مشاعر الكراهية والبغض بين الطرفين.
ودان قاسم سعيد أحمد أحد قادة العمل الإسلامي في الدانمارك جميع الأعمال الفردية التي تخرج عن النطاق القانوني, داعيا المسلمين في البلاد إلى ضرورة احترام القانون.
وأضاف أحمد إن المؤسسات الإسلامية في الدانمارك بذلت قصارى جهدها للرد بالطرق السلمية والمشروعة على الرسومات المسيئة.
وأضاف "لقد استخدمنا كل الطرق القانونية لمواجهة الإهانة التي تعرضنا لها" وشدد على أن المسلمين في الدانمارك شريحة من شرائح المجتمع، ومواطنون يحترمون القانون الدانماركي، ويلجؤون إليه عند شعورهم بالإهانة أو الظلم.
ودعا أحمد المسلمين في الدانمارك والجاليات الإسلامية فيها إلى التحلي بالصبر والتعامل بعقلانية مع أي استفزاز قادم.
مسلمو الدنمارك: إعادة نشر الرسوم قرار "غبي"
أعرب قادة الأقلية الإسلامية في الدنمارك عن اندهاشهم وعدم تفهمهم لقرار الصحف الدنماركية الكبرى إعادة نشر رسم مسيء للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) اليوم الأربعاء تضامنا مع صاحب الرسم الذي كشفت الشرطة أمس عن "مخطط لاغتياله"، ووصف بعضهم هذا القرار بـ"الغبي"، لكنهم في الوقت ذاته دعوا إلى "قتل الأزمة صمتا" وتجاهلها.
يأتي ذلك بعد يوم من اعتقال الشرطة الدنماركية أمس الثلاثاء ثلاثة مسلمين، أحدهم دنماركي من أصل مغربي بالإضافة إلى مهاجرين تونسيين في مدينة "أوروس" (ثاني أكبر مدن البلاد) للاشتباه في صلتهم بمخطط لقتل الرسام كورت ويسترجارد (73 عاما) صاحب الرسم الأكثر جدلا بين الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة "يولاندس بوسطن" الدنماركية في سبتمبر 2005م.
"غبي وساذج"
ووصف الإمام الدنماركي عبد الواحد بيدرسن قرار الصحف الدنماركية بأنه "غبي و ساذج"، فيما اعتبره جهاد ألفرا رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي "صيدا في الماء العكر"، بحسب موقع أخبار الدنمارك.
وقال ألفرا: "هذه مسألة يجب ألا تستغل استغلالا خاطئا ولا شك أن هناك أطرافا تستخدم هذه القضية (اعتقالات الأمس) للإمعان في الإساءة للمسلمين وللرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا عبارة عن صيد في الماء العكر، وأنا أعتبره تصرفا غير عاقل".
وشدد ألفرا على أنه "لا يتفهم الضرورة الإخبارية" في نشر الرسم، لافتا إلى أن الهدف من إعادة النشر هو "الإثارة".
واتفق الإمام بيدرسن مع ألفرا في وصفه قرار النشر، وقال: "إذا رغبوا في إبداء تعاطفهم مع الرسام، فإنهم يستطيعون عمل ذلك بطرق أكثر عقلانية من هذا التصرف"، معربا عن تخوفه من نتائج النشر وتداعياتها على الدنمارك والجالية المسلمة في الدنمارك.
وبدوره أعرب الناشط المسلم قاسم سعيد أحمد، المتحدث باسم جمعية الوقف الإسكندنافي في الدنمارك عن استغرابه القرار، ووصفه بأنه "استفزازي"، بيد أنه دعا المسلمين في الدنمارك إلى التعقل في ردة الفعل.
وقال: "يجب ألا نتسرع في الرد على هذه الاستفزازات ويجب أن يقابل هذه العمل بالتجاهل"، وبين أحمد أن جمعيته ترغب في "قتل هذه الأزمة صمتا"، حسب تعبيره.
وكان قادة الأقلية المسلمة في الدنمارك قد أدانوا أمس "مخطط" قتل رسام الكاريكاتير المسيء، غير أنهم دعوا في الوقت ذاته الحكومة ووسائل الإعلام المحلية للتعقل في ردود أفعالهم تجاه القضية، معربين عن تخوفهم من أن تترك الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الدنماركية في مدينة "أوروس" آثارا سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدنماركي.
ومنذ ذلك الوقت أدين العديد من الشبان المسلمين في الدنمارك بالتآمر لشن تفجيرات احتجاجا على الرسوم. وتعد اعتقالات أمس هي المرة الرابعة التي تلقي فيها الشرطة الدنماركية القبض على مسلمين بتهمة التحضير لأعمال "إرهابية" في الدنمارك، حيث ألقت الشرطة القبض على ثلاث مجموعات في مدينتي كوبنهاجن وأودنسه في الأعوام الثلاثة الماضية، لكن لم يتم إدانتهم من القضاء.
مصر تدين الإساءات الأوروبية وسط غضب على الرسوم
أدانت الخارجية المصرية ما وصفتها بالهجمات غير المبررة التي يشنها ساسة أوروبيون على الإسلام، بينما تواصلت الاحتجاجات في عدد من الدول العربية والإسلامية على إعادة صحف دانماركية نشر الرسوم المسيئة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي تحذير أطلقه من امتداد الإساءات الأوروبية للإسلام إلى دول أوروبية قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن القاهرة تراقب عن كثب خططا لبث فيلم سينمائي يتضمن إساءات للقرآن الكريم في التلفزيون الهولندي.
وكان المسؤول المصري بذلك يشير إلى إعلان النائب المتطرف بالبرلمان الهولندي وزعيم حزب الحرية غيرت فايلدرس أنه يعد فيلما جديدا مناهضا للإسلام وقال إنه سيثبت فيه أن القرآن "كتاب رهيب وفاشي".
يذكر أن فايلدرس يعيش تحت حماية الشرطة منذ اغتيال المخرج ثيو فان غوخ في أمستردام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004م طعنا بسكين وذلك بعد إخراجه فيلما يندد بما يراه قمعا للنساء في الدول الإسلامية.
من ناحية ثانية دعا الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة بالدوحة إلى الاستمرار في مقاطعة البضائع الدانماركية احتجاجا على نشر 17 صحيفة رسوما كاريكاتورية تسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
يأتي ذلك فيما استمرت الاحتجاجات في العالم العربي والإسلامي على الإساءات الدانماركية للإسلام.
ففي الخرطوم تظاهر مئات الطلبة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبنهاغن ومقاطعة منتجاتها.
وفي قطاع غزة تظاهر زهاء 200 طفل فلسطيني في مدينة رفح, مطالبين الصحف الدانماركية بالاعتذار بعد نشر تلك الرسوم المسيئة.
كما تظاهر آلاف الباكستانيين في عدة مدن وأحرقوا الأعلام الدانماركية, مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك. كما أحرق المتظاهرون دمية تمثل رسام الكاريكاتير الدانماركي.
وفي وقت سابق تجمع ما يقرب من 200 شخص أمام السفارة الدانماركية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا احتجاجا على إعادة نشر الرسوم المسيئة.
التعليقات
إرسال تعليقك