تحت دعاوى "التعددية" و"حرية التعبير" أعادت عدة صحف أوربية الأربعاء 1-2-2006 نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
ملخص المقال
إساءة بابا الفاتيكان للإسلام وتطاوله على نبي الرحمة حدثا خطيرا بخطورة الإساءات التي أساء بها لديننا ونبينا، يحاول البعض أن يوهمنا أنه خطأ غير مقصود، فهو
لقد كانت كلمة بابا الفاتيكان التي أساء فيها إلى دين الإسلام وتطاول فيها على نبي الإسلام، وأهان فيها المنتسبين لدين الإسلام من خلال محاضرة ألقاها في إحدى جامعات ألمانيا، حدثاً خطيرًا بخطورة الإساءات التي أساء بها لديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم، وبقدر المكان الذي يمثله هذا الرجل في العالم؛ كان لابد وأن نقف وقفة من خلال بعض نقاط أرجو أن تكون محددة وواضحة.. وهذه النقاط هي:
هل هو خطأ غير المقصود
يحاول البعض أن يوهم الناس والمسلمين خاصة أن ما قاله بابا الفاتيكان لم يكن سوى خطأ غير مقصود، وقد كان يمكن أن نظن ذلك لو كانت مجرد كلمة عابرة خلال المحاضرة، فيقال إنها سقطة أو زلة لسان أو كلمة خانه فيها التعبير، لكن الحقيقة أن الحديث عن الإسلام أخذ ما يقارب ثلث المحاضرة أو ربعها على أقل تقدير، فالأمر ملاحظ ومدروس خصوصًا وهو رجل أكاديمي يعلم تمامًا معنى كلمة محاضرة، ومما يؤكد أن الرجل يعي تمامًا ما يقول ويقصده تمام القصد أنه لم يتهم الإسلام اتهاما واحدًا بل أربعة اتهامات كلها ثقيلة وكبيرة رغم كونها قديمة:
الأول: أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يأت بجديد ولم يأت إلا بما هو شر أو غير إنساني.
الثاني: أن الإسلام انتشر بالسيف، وأنه دين عنف ودم.. وهي فرية قديمة جدًّا.
الثالث: أن صورة الإله في العقيدة الإسلامية لا تتماشى مع العقل.
الرابع: اتهام الإسلام بالجمود وعدم القابلية للتطور واستيعاب مستجدات الأمور.
فهل يمكن أن يقال بعد كل هذا إنه خطأ غير مقصود أو سوء فهم منا؟!! كما يقول بعض بني جلدتنا في سبيل التماس الأعذار والبحث عن مخرج.
لماذا ندافع عنهم؟
لا أدري لماذا ندافع عنهم؟ لماذا نبحث لهم عن مخارج لإساءاتهم واستهزائهم، عندما قال بوش إنها حرب صليبية قالوا لم يقصد، وإن الكلمة صرفت عن معناها، واستخدمت في غير مغزاها، وأخرجت عن سياقها.
ولما وصف برلسكوني (رئيس وزراء إيطاليا السابق) الإسلام بأنه "دين رجعي، ولا يواكب الحضارة، وأن الإسلام يدعو إلى العنصرية وهو دين الإرهاب"..، وجدنا من يدافع عنه، حتى الرسوم المسيئة في الدانمارك خرج علينا من يقول إن المسألة حرية صحافة وأن المسلمين كبروا الموضوع وأنه لم يكن ليستحق كل هذا.
وهكذا كلام ممثل الأرثوذكس في العالم يجد من يدافع عن تطاوله واستهزائه وسخريته.. فلماذا ندافع عنهم؟
لماذا نحاول أن نوهم عوام المسلمين أنهم يحبوننا ولا يبغضوننا؟! لماذا نحاول أن نخفي الحقيقة عن الناس أنهم أصحاب دين يطلبون نصره ويسعون لنشره، ولو على حساب سحق الإسلام وأهله.. لماذا يصر البعض على أنه ليست هناك حرب باسم النصرانية ضد الإسلام مع أنهم هم يقولون ذلك؟!
نعـم يقولون ذلك ويكتبون ذلك، ويعلنون ذلك وينشرون ذلك:
ولما ذهب رئيس الوزراء البريطاني لزيارة البصرة أقام قداسا مع الجنود وأنشدوا جميعا:
جند النصارى الزاحفون إلى الحرب
يتقدمكم صليب المسيح
وبظهور آية النصر
هربت كتائب الشيطان
إخوة نمشي على خطى سار عليها القديسون
وحدة الأمل والعقيدة.
وقديمًا قال الرئيس نيكسون: لقد انتصرنا على العدو الشيوعي ولم يبق لنا عدو إلا الإسلام.
وأخيرًا قال: مارك رايسكوت رئيس حملة الحزب الجمهوري 19/4/2004م: إن بوش يقود حملة صليبية عالمية ضد الإسلام.
فهذه أقوالهم وهذه حقيقتهم التي نحاول نحن إخفاءها، وصدق ربنا تعالى إذ يقول: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}، ويقول: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[البقرة:109]، وقال: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:217]، و{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120].
التعليقات
إرسال تعليقك