جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
كانت عودة شيخ شريف إلى الصومال بعدما غادرها على أثر الحرب المندلعة بين مختلف الفصائل، ودخول أثيوبيا على الخط جهارا نهارا لبسط النفوذ على كامل الصومال
كانت عودة شيخ شريف إلى الصومال بعدما غادرها على أثر الحرب المندلعة بين مختلف الفصائل، ودخول أثيوبيا على الخط جهارا نهارا لبسط النفوذ على كامل الصومال ـ باستغاثة رسمية مدفوعة الثمن ـ من قبل جيش منظم في بلد لا جيش له ولا نظام كان ذلك لا يوحي أبدا بعودته في فبراير 2004 رئيسا للدولة.
ليبدأ الصراع بين فصائل المقاومة
كانت عودة شيخ شريف إلى الصومال بعدما غادرها متأثرا بالحرب المندلعة بين مختلف الفصائل، ودخول أثيوبيا على الخط جهارا نهارا بدعوة من البرلمان الصومالي الهزيل التركيب، والمتضارب القرارات التماسا للحماية ومحاولة لبسط النفوذ من قبل جيش منظم في بلد لا جيش له ولا نظام كان ذلك لا يوحي أبدا بعودته في فبراير 2004 رئيسا للدولة.
حين غادر شيخ شريف الصومال عاقدا العزم على أن يقرن السلام بالحرب، وأن يكون شعاره محاولة تقديم العون لوطنه بفهم جديد، وتسامح يسعى إلى احتواء الجميع.
وتم تأسيس تحالف المعارضة الإسلامية ـ رقم انتقاد الحكومة الصومالية المؤقتة ـ خلال اجتماع بالعاصمة الإريترية أسمرا، وشارك فيه قيادات المحاكم والمعارضة الصومالية بالخارج وشخصيات من جمعيات أهلية صومالية ضمن اجتماع عقد ردا على مؤتمر المصالحة الذي نظمته الحكومة الصومالية المؤقتة في مقديشو، وتم إعطاء مهلة أسبوعين لأثيوبيا لسحب قواتها من الصومال ولم تنسحب أثيوبيا، واندلعت حرب جديدة بين الفرقاء بعضهم بعضا من ناحية، وبينهم وبين الجيش الأثيوبي الذي لم يرحل إلا في يناير 2009.
ويأتي شيخ شريف إلى الحكم وسط مخاوف كثيرة وخاصة بعد أن أعلنت بعض الفصائل المقاتلة الحرب على حكومته، ورغم وعود منه أن يسعى لاستقرار الصومال البد الذي أنهكته الحرب منذ ما يقارب الربع قرن، وهو مفتقد لقيمة الدولة والنظام والبناء.
كانت المعاناة التي يعيشها الصومال لها أسباب متنوعة سياسية واقتصادية واجتماعية والإدارية، فمن مطامع استعمارية لموقع الصومال الاستراتيجي وخيراته التي كانت، إلى سماسرة الحرب والذي لا ينتهي جشعهم ولا يأبهون بكثرة الضحايا والخراب الذي يخيم على أرجاء ما يُسمى تجاوزا " دولة "، يصحب ذلك لا محالة الجوعُ الذي يعضّ الشعب، والضعف في المجالات الاقتصادية المختلفة، يتبع ذلك أن تكون الأرض كلأ مستباحا للمغامرين من كل مكان، والنفوذ القبلي المسيطر،وإعلاء شأن الولاءات للزعامات على حساب المكان والإنسان فتفتقد إلى الهياكل الاجتماعية البالغة الأهمية لقيام دولة حديثة.
التعليقات
إرسال تعليقك