جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
تعد فترة حكم محمد سياد بري من أصعب الفترات التي مهدت للحرب الأهلية والدمار العام في القرن الإفريقي، وقد اعتمد الاشتراكية الماركسية نظاما للحكم
تعد فترة حكم " محمد سياد برّي" من أصعب الفترات التي مهّدت للحرب الأهلية والدمار العام في القرن الإفريقي ففي 15 أكتوبر 1969 اغتيل الرئيس "شارماركي" على يد أحد مرافقيه.
وبعد ستة أيام من الاغتيال، في 12 أكتوبر 1969، تسلم القائد الأعلى للجيش اللواء "محمد سياد برّي" السلطة بانقلاب عسكري. واعتمد الاشتراكية العلمية الماركسية نظاماً للحكم، وخاض لاحقاً حرباً ضد إثيوبيا لاستعادة إقليم اوجادين1977-1978، لكنه فشل في تحقيق ذلك، فأنهكت الحرب حكومته ورغم ذلك كان "سياد برّي" يتجه لعسكرة المجتمع حماية لنظامه الذي تمسك به وتناسى طبيعة الصومال التي تسيطر عليه القبلية، وولاؤها للقبيلة أكثر من الولاء للحكومة.
وأدت الحرب إلى إنهاك الدولة، فأهمل "برّي" التنمية في البلاد خصوصاً في الشمال الذي انتفض أهله ضد حكمه منذ العام 1988، وكانت انتفاضتهم السبب الرئيسي في إطاحته لاحقاً.
حكم "سياد برّي" الصومال 22 عاماً ولأن "سياد برى" كان من قبيلة صغيرة فاتبع سياسة "فرّق تسُد"، وهذه السياسة بالفعل جعلت القبائل تتوجس بعضها البعض، وهو ما يسود الساحة الصومالية حالياً، وليس هذا فحسب فلقد عمل في اللغة مثلما فعل منذ عقود طويلة "كمال أتاتورك" عند الانقلاب على دولة الخلافة، وذلك بأن جعل الحروف تكتب بالحروف اللاتينية، وتعرض ذوو الاتجاه الديني للاضطهاد الشديد، والسجن والاستئصال، وسعي دائم لإلغاء الهوية الإسلامية، ومعاقبة من يخالفه في سياسته بأقصى العقوبات بحكم ماركسي ديكتاتوري معادٍ للإسلام، ووصل الأمر إلى إعدام كل من ينتمي للإسلام من علماء وطلاب علم. وقد أدى التغييب إلى جعل الأجيال الجديدة التي عاشت وكبرت في عهده لا تعرف شيئاً عن الإسلام واللغة العربية سوى هؤلاء الذين سافروا للعمل في الدول العربية فيتعلمونها هناك، أو هؤلاء الذين يحاولون التعلم والإلمام بعلوم الدين الإسلامي بالسفر إلى مصر للانتساب للأزهر أو الجامعات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، و لذلك فإنه لا يتكلم اللغة العربية سوى الملمّين بالعلوم الإسلامية أو من كبار السن ممن تلقوا تعليمهم قبل مجيء "سياد برّى" إلى الحكم، بالإضافة إلى ذلك كان هناك أساتذة جامعات أجانب وعرب يعملون في الجامعات الصومالية، فأنهيت عقودهم وغادروا البلاد وترك الشعب الصومالي للتعلم الذاتي لمن أراد، يعنى سياسة انغلاق تام في كل مناحي الحياة، والأكثر من ذلك في العام 1988 قصف الطيران الصومالي منطقة "بلاد بونت" أو " أرض الصومال" وهى المنطقة الواقعة على خليج عدن قبالة اليمن، وذلك بعد الفوضى التي أعقبت ذهاب "سياد برّي"، وأعلنت هذه المنطقة جمهورية "أرض الصومال".
حكم "سياد برّي" الصومال 22 عاماً ولأن "سياد برى" كان من قبيلة صغيرة فاتبع سياسة "فرّق تسُد"، وهذه السياسة بالفعل جعلت القبائل تتوجس بعضها البعض، وهو ما يسود الساحة الصومالية حالياً، وليس هذا فحسب فلقد عمل في اللغة مثلما فعل منذ عقود طويلة "كمال أتاتورك" عند الانقلاب على دولة الخلافة، وذلك بأن جعل الحروف تكتب بالحروف اللاتينية، وتعرض ذوو الاتجاه الديني للاضطهاد الشديد، والسجن والاستئصال، وسعي دائم لإلغاء الهوية الإسلامية، ومعاقبة من يخالفه في سياسته بأقصى العقوبات بحكم ماركسي ديكتاتوري معادٍ للإسلام، ووصل الأمر إلى إعدام كل من ينتمي للإسلام من علماء وطلاب علم. وقد أدى التغييب إلى جعل الأجيال الجديدة التي عاشت وكبرت في عهده لا تعرف شيئاً عن الإسلام واللغة العربية سوى هؤلاء الذين سافروا للعمل في الدول العربية فيتعلمونها هناك، أو هؤلاء الذين يحاولون التعلم والإلمام بعلوم الدين الإسلامي بالسفر إلى مصر للانتساب للأزهر أو الجامعات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، و لذلك فإنه لا يتكلم اللغة العربية سوى الملمّين بالعلوم الإسلامية أو من كبار السن ممن تلقوا تعليمهم قبل مجيء "سياد برّى" إلى الحكم، بالإضافة إلى ذلك كان هناك أساتذة جامعات أجانب وعرب يعملون في الجامعات الصومالية، فأنهيت عقودهم وغادروا البلاد وترك الشعب الصومالي للتعلم الذاتي لمن أراد، يعنى سياسة انغلاق تام في كل مناحي الحياة، والأكثر من ذلك في العام 1988 قصف الطيران الصومالي منطقة "بلاد بونت" أو " أرض الصومال" وهى المنطقة الواقعة على خليج عدن قبالة اليمن، وذلك بعد الفوضى التي أعقبت ذهاب "سياد برّي"، وأعلنت هذه المنطقة جمهورية "أرض الصومال".
التعليقات
إرسال تعليقك