جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
لقد عمت الفوضى في الصومال وكل قبيلة قامت بالسيطرة على منطقتها وأصبح الأمر هناك فوضى عارمة أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن العشرين
لقد عمت الفوضى وكل قبيلة قامت بالسيطرة على منطقتها وأصبح الأمر هناك فوضى عارمة أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن العشرين، لقد افتقد معنى الأمة واحتكم الجميع للغة السلاح، وهاجر الضعفاء إلى المناطق المقفرة وأصبح الانتقال من منطقة لأخرى ولو لعدة كيلو مترات يتطلب أن يدفع الفرد مقابلا لذلك، ومن الأغرب أن هناك جيلاً كاملاً الآن والذي ولد مع انهيار حكم سياد بري أو بعد رحيله، هذا الجيل لا يعرف شيئاً اسمه الدولة أو المدرسة أو أبسط مظاهر الحضارة، هذا الجيل الآن يعيش في عقده الثاني أو جاوزها بقليل، وخلال العقدين الماضيين حدثت مجازر بين بعض القبائل وخاصة في مناطق الريف الصومالي، حتى أن بعض المدن الصومالية لا تعلم عنها شيئاً، ولم يذكرها الإعلام العالمي كأن الصومال لا يسكنها بشر، كما لم يذكر شيئا عن ضرب "بلاد بونت" بالطائرات في العام 1988 كما تم تجاهل تحويل الحروف العربية إلى اللاتينية، فقد كان "سياد برى" حليفا لأمريكا، بعدما فقد دعم الاتحاد السوفييتي ـ وخاصة العسكري لتردي الأحوال فيه وهو في طريقه إلى الانهيار ـ لقد نص الدستور الصومالي الذي وضع في حقبة الستينات الميلادية على ضرورة تحقيق وحدة الأراضي الصومالية فحاولت الحكومات المتوالية استعادة ما سلب من حلم "الصومال الكبير" وهي الأقاليم التي لم تتوحد، ولن تتوحد على المدى القريب كما يشير بعض الخبراء، وهذا مما يحسب لنظام سياد برّي.
صراع مع دول الجوار
بدأت دولة الصومال حياتها الدولية باستعداء المحيط الإقليمي لها ممثلا في "أثيوبيا - كينيا – جيبوتي" من خلال المطالبة ببعض أقاليم الدولتين وكامل إقليم الدولة الثالثة باعتبار تلك المناطق أجزاءً من الأمة الصومالية الكبرى التي كانت حلماً، الأمر الذي أدخل الصومال في مواجهات مع تلك الدول وصلت إلى الحرب الشاملة على نحو ما تكشفه العلاقات الصومالية الأثيوبية، بالطبع استرداد ما وضع المستعمر عليه اليد واجب على أبناء الوطن الواحد، ولكن كانت هناك سبل التفاوض، وخاصة في مرحلة الضعف الأولى التي تصحب السيطرة على الحكم أو توحيد دولة، ولا بد أن تعطي الحكومة الوليدة إشارات صداقة إيجابية للدول المجاورة لكي لا تتحول إلى معسكرات لتصدير الثورات إلى الداخل، وخاصة أن الكثير من أبناء الصومال يفتقدون الولاء للكيان ككل، وولاؤهم يكون للكيان الصغير "القبيلة " ومن يدعمهم لتحقيق أغراضهم كشأن الكثير من الدول التي هبت عليها ريح الاستقلال كينيا، أثيوبيا، جيبوتي، إضافة لدعم خارجي كان المحتل غالبا " إيطاليا ـ برّيطانيا ـ البرتغال ـ فرنسا عبر مراحل التاريخ المختلفة لمنطقة القرن الأفريقي، وبالتالي كانت الحكومات التي حاولت السيطرة على مقدرات البلاد في الداخل الصومالي ـ في غالبها ـ تلقى دعماً ما من الدول المجاورة، وطبيعي أن يكون ولاؤها لمن يمدها بالسلاح والمال.
بدأت دولة الصومال حياتها الدولية باستعداء المحيط الإقليمي لها ممثلا في "أثيوبيا - كينيا – جيبوتي" من خلال المطالبة ببعض أقاليم الدولتين وكامل إقليم الدولة الثالثة باعتبار تلك المناطق أجزاءً من الأمة الصومالية الكبرى التي كانت حلماً، الأمر الذي أدخل الصومال في مواجهات مع تلك الدول وصلت إلى الحرب الشاملة على نحو ما تكشفه العلاقات الصومالية الأثيوبية، بالطبع استرداد ما وضع المستعمر عليه اليد واجب على أبناء الوطن الواحد، ولكن كانت هناك سبل التفاوض، وخاصة في مرحلة الضعف الأولى التي تصحب السيطرة على الحكم أو توحيد دولة، ولا بد أن تعطي الحكومة الوليدة إشارات صداقة إيجابية للدول المجاورة لكي لا تتحول إلى معسكرات لتصدير الثورات إلى الداخل، وخاصة أن الكثير من أبناء الصومال يفتقدون الولاء للكيان ككل، وولاؤهم يكون للكيان الصغير "القبيلة " ومن يدعمهم لتحقيق أغراضهم كشأن الكثير من الدول التي هبت عليها ريح الاستقلال كينيا، أثيوبيا، جيبوتي، إضافة لدعم خارجي كان المحتل غالبا " إيطاليا ـ برّيطانيا ـ البرتغال ـ فرنسا عبر مراحل التاريخ المختلفة لمنطقة القرن الأفريقي، وبالتالي كانت الحكومات التي حاولت السيطرة على مقدرات البلاد في الداخل الصومالي ـ في غالبها ـ تلقى دعماً ما من الدول المجاورة، وطبيعي أن يكون ولاؤها لمن يمدها بالسلاح والمال.
وهكذا أنهكت البلاد واستنزفت مقدراتها الضئيلة، وزاد من وطأة الأمر إخفاق النظم المتعاقبة في تحقيق أمل الوحدة الصومالية. وكأنما كل إخفاق في تحقيق الوحدة الكبرى يصب في خانة المزيد من تفتت دولة الصومال. لاسيما مع فشل الصومال في إدارة علاقتها مع العالم الغربي إبان الحرب الباردة؛ حينما أفسد نظام "سياد برّي" علاقته مع المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفيتي آنذاك) وفشل في التحالف التام مع المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ذات الأمر الذي حدث على الصعيد العربي الذي ظل ينظر بتوجس لتوجهات الصومال العربية، في ظل أصوات المعارضة لذلك التوجه داخل الصومال، رغم انضمامها للجامعة العربية، وفى ظل الإصرار على جعل اللغة الصومالية لغة الإدارة والتعليم في البلاد.
التعليقات
إرسال تعليقك