د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
أوضح الدكتور راغب السرجاني أن الشورى ركن أصيل من أركان الحكم، فالشورى أمر واجب على الحاكم المسلم، وهناك فرق بين الشورى والديمقراطية
أوضح فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني المشرف العام على موقع قصة الإسلام أن الشورى ركن أصيل من أركان الحكم، حتى ذهب بعض الفقهاء إلى القول بوجوب الشورى وأنها ليست من فضائل الأعمال، فالحاكم في الإسلام غير مسموح له بالديكتاتورية والانعزال عن آراء الناس دون الرجوع إلى آراء الشعب، وذلك استنباطا من قول الله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وبيّن الدكتور راغب السرجاني أن الشورى أمر واجب على كل من ولي ولاية المسلمين، سواء كانت الولاية الكبرى أو الولاية الصغرى، بل إن على المسلم أن يعيش بالشورى في حياته الخاصة مصداقا لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38]، وأيضا مصداقا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم"[1].
وقد دعا الدكتور راغب السرجاني عموم المسلمين إلى التمسك بالإسلام شرعة ومنهاجًا قائلا: "تمسكوا بدينكم وشرعكم دون استحياء أو خوف أو وجل، فأنتم تملكون أمرًا ثمينًا عظيمًا قال فيه تعالى: {المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 1- 2]".
وذكر الدكتور راغب السرجاني خلال خطبته الجمعة -بمسجد التيسير بميدان المماليك بحي المنيل في القاهرة 15 يوليو 2011م- أن الشورى في الإسلام ملزمة للحاكم والمحكوم فكلاهما أمام حكم الله وشرعه سواء.
وعن الفرق يبن الشورى والديمقراطية أوضح الدكتور راغب السرجاني أنه ليس الفرق بين الشورى والديمقراطية في المظهر والشكل الخارجي بل في الجوهر الداخلي.
وقال فضيلته: يحزن المرء كثيرا عندما يجد الملتزمين من المسلمين المتمسكين بدينهم تحت تأثير الهجمة العلمانية الشديدة، فيتحدث باسمهم وبعلمانيتهم وباسم الدين وكأنه حسب أن العلمانيين قد انتدبوه يتحدث باسمهم ومن هنا يحدث البس على المسلمين، فهل يجوز للديمقراطية الإسلامية كما يدعون أن تجيز حكما حرمه الله تعالى على عباده وأم الشورى فهي تلزم المسلمين ألا يتشاوروا في أمر قضى الله فيه حكمه".
وأشار الدكتور راغب السرجاني إلى أن الإعلام العلماني أخطر ما يكون على المسلمين؛ لأنه يروج للناس أن الديمقراطية هي الحضارة والمدنية وما عاداها رجعية وتخلف عن ركب المدنية،
وأوضح فضيلته أن الشورى لا تأتي إلا بخير على عكس ما يقول البعض بوجوب الالتزام بالشورى حتى وإن أتت بنتائج سلبية، وذلك تعقيبا على الشورى التي عقدها رسول الله صلى اله عليه وسلم قبل غزوة أحد بأن يخرج المسلمون من المدينة للقتال أم يقاتلون داخل المدينة والذي كان اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم، ورد فضيلته أن الشورى لا تأتي بنتائج سلبية، بل إن الشورى أتت بنصر مبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أول المعركة في أحد، ولما خالف الصحابة الكرام رضي الله عنهم أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم حدثت المصيبة، فما حدث في أحد كان نتيجة لمخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وليس لنتيجة الشورى بالقتال في أحد خارج المدينة.
وقال الدكتور راغب السرجاني: إنه ليس من المعقول أن نأخذ برأي الأقلية وأن نعرض عن رأي الأغلبية ونخرج بذلك عن منظومة الأمة، فالشورى هي أن يجتمع الناس ويدلوا بآرائهم ويتحاورون دون قيود وبحرية تامة وبكل الوسائل الممكنة ثم يصوتون بعد ذلك على الآراء، فمن كان رأيه أقل فعليه أن يطيع للأكثر ولا يجوز لهم الانقلاب على رأي الأكثرية والعمل ضدها على نحو ما نراه الآن في مصر من بعض ما نراه من محاولات الانقلاب على إرادة الشعب في التعديلات الدستورية.
التعليقات
إرسال تعليقك