د. راغب السرجاني

فاز فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمشرف العام على موقع قصة الإسلام بجائزة يوسف بن أحمد كانو في مجال الثقافة الإسلامية في الدورة السادسة لجائزة كانو، وذلك عن بحثه القيم "المشترك الإنساني .. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب"، وسيتسلَّم فضيلته الجائزة في احتفال تقيمه جائزة كانو في المنامة عاصمة البحرين يوم 27 فبراير 2012م، وستتم دعوة الكثير من الشخصيات المهتمين بالشأن الثقافي العلمي للمشاركة في هذا الاحتفال برئاسة السيد عبد العزيز بن جاسم كانو رئيس مجلس أمناء جائزة يوسف بن أحمد كانو.

وجائزة يوسف بن أحمد كانو تتبع لشركة يوسف بن أحمد كانو، وهي شركة لها اهتمام خاص بأعمال الخير وإقامة المشروعات ذات الخدمة العامة والمساهمة الإيجابية الفعَّالة في المشروعات الدينية والثقافية والاجتماعية والخيرية.

وتهدف الجائزة إلى إيجاد الحافز للأعمال الفردية أو الجماعية المتميزة التي تساهم في إحداث إضافة نوعية في المجتمعات العربية، ومن جهة أخرى تكون بمنزلة شهادة تقدير وتكريم لهؤلاء العلماء والمفكرين والمبدعين. وقد خصصت الشركة مبلغ ستة ملايين دولار أمريكي وقفًا لحساب الجائزة، يخصص من ريع هذا المبلغ سنويًّا جوائز تكريمية في المجالات المحددة، ويتولى إدارة شئون الجائزة مجلس أمناء ومكتب تنفيذي لتسيير الشئون الإدارية والمالية.

ونظرية المشترك الإنساني للتقارب بين الشعوب، هي نظرية جديدة للعالم والمفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور راغب السرجاني، الذي أخرج فيها عصارة فكره واجتهاده, مهتديًا في ذلك بكتاب الله عز وجل، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه السلف الصالح، وبما وصل إليه عقلاء العالم ومفكروه.

والحقيقة أنه لن يحيا إنسان على ظهر هذا الكوكب دون أخيه الإنسان! فالإنسان بطبيعته غير كامل، وبيئته كذلك، ومن ثَمَّ فإما أن يتعارف مع أخيه الإنسان لتحقيق مصلحة مشتركة، وإما أن يتصادم معه لتحقيق مصلحة ذاتية، مُعْرِضًا بذلك عن مصالح إخوانه في الإنسانية.

ونظرية المشترك الإنساني صيغت لزيادة فرص التعارف بين البشر، ولتقليل فرص التصادم بينهم؛ وذلك عن طريق البحث عن "مشتركات" يلتقي الناس جميعًا عليها.

ولكوننا جميعًا ننتمي إلى الإنسانية، فيقينًا نحن "نشترك" في أضعاف أضعاف ما نختلف فيه، ولعلَّ هذا يتبدَّى لنا بوضوح مع كل صفحة من صفحات هذه النظرية.

فبداية نجاة العالم، وصلاح البشرية، وتعايش الناس تعايشًا منطقيًّا سلميًّا نافعًا إيجابيًّا.. هو التعارف، إذا تعارفنا رأينا "المشتركات" الكثيرة التي تجمعنا مع إخواننا في الإنسانية.

وما أجمل أن تقرأ الآية القرآنية في ظلِّ هذه المعاني: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [ الحجرات: 13].

وفي نهاية النظرية يقول الدكتور راغب السرجاني: "لقد طرحنا (نظرية المشترك الإنساني) طرحًا نظريًّا، وهذا ما استطعنا أن نفعله في حدود ما نملك من طاقات وإمكانيات، إلاَّ أن خروجها إلى حيز التطبيق يحتاج إلى تفعيلٍ بوضع ورش عمل ولجان ومناهج تربوية سيُنفق عليها الوقت والجهد، وإذا كنا وضعنا هذا الإطار النظري في بعض سنة من الزمن، فإن ثمرتها العملية تحتاج إلى مجهود متواصل على مدار سنين، سيكون -لا شَكَّ- مجهودًا كبيرًا، إلاَّ أنها ستعود بالنفع الأقوى على العالم في السنوات المقبلة.

أعلم أن المشاكل والأزمات -التي حدثت على مدار قرن أو اثنين- لا يمكن أن تُحَلَّ في لحظات، ولكن يجب علينا أن نَتَبَيَّن الطريق، ونعرف الوجهة والهدف، ثم نرسم بعد ذلك ملامح الحركة، وخطة العمل لتحقيق الأهداف المنشودة".

إن نظرية المشترك الإنساني هي رؤية جديدة لعالم الإنسان، وأمل كبير في حياة أفضل للبشر، وهي في مجلد من 800 صفحة، يحتوي على 20 مشتركًا إنسانيًّا، يجمع أطياف المجتمعات الإنسانية، وهي مقسمة على أربعة أقسام: المشترك الأسمى، ومشتركات إنسانية عامة، ومشتركات إنسانية خاصة، ومشتركات إنسانية داعمة.

إنها رؤية جديدة لعالم الإنسان، وأمل كبير في حياة أفضل للبشر.

http://97.105.52.213/ar/artical/27985/راغب-السرجاني-يفوز-جائزة-كانو-2011