د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
سؤال عن الطريقة المثلى للتخلص من حالة سرعة الغضب التي تؤدي إلى مشاكل كبيرة في الحياة
السؤال: السلام عليكم، تحية طيبة لك أستاذنا العزيز، أما بعد..، أنا شاب في العشرينات من عمري، رغم صغر سني مررت بظروف كان لها التأثير على تصرفاتي أو بالأحرى تصرف واحد، فمنذ يوم ولادتي ولدت بمرض الربو و عشت حياة مليئة بالأدوية و قلة الصحة حتى بلوغي سن التاسعة، بعد ذالك إستمر علاجي على درجة متوسطة عكس الماضي، في هذه الفترة تعرضت لحادث سير، لولا لطف الله لكان الموت نصيبي، و في سن 12 سنة تعرضت لشبه عملية إغتصاب من طرف إخوة يكبرونني سناً و وقوة، كل هذه الأسباب كانت سبباً في حالة النفسية حادة أثرت على كل تصرفاتي، فأنا أغضب بسرعة، فمشكلتي هذه أبعدت عني أعز الناس (مؤخراً أبعدت عني خطيبتي)، أنا إنسان أغضب بدون سبب، حتى وصلت لدرجة تركي صلاتي و التفكير في المحارم لأنني لم أعد أعلم الصواب من السوء. أرجوك ساعدني بطريقة مثلى لخروجي من حالة الغضب التي أفقدتني كل حياتي، أترجاك حضرة الدكتور فعقلي لم يعد يحتمل أي شيء، فأنا في حالة إكتئاب حادة.. و لكم مني كل تحية و سلام، أدام الله لكل الصحة و العافية و كتّب لكم جنة الفردوس مع الأنبياء و الصالحين السلام عليكم الإجابة: أخي الكريم جزاك الله خيرًا على حرصك على السؤال في أمر من أمور الدين وهذا دليل وجود الايمان القوي والحمد لله، فالذين يغرقون في شهواتهم أو في فتورهم وكسلهم لا يهتمون عادةً برأي العلماء، فجزاك الله خيرًا أما ما ذكرت بخصوص الأمراض التي مرت بك والظروف الصعبة فماهي إلا ابتلاءات ترفع من قدرك عند الله إذا صبرت عليها، " أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل" فهذا أمر لا ينبغي أن يضجرك بل على العكس ينبغي أن يدفعك إلى الإطمئنان أن الله يحبك ويرعاك، والله عز وجل لا يبتلي العبد إلا بما يعلم أنه قادر على تحمله، فابتلاك بما قلت، وابتلى غيرك بأمراض أخرى أو في ماله أو في ولده أو في حريته أو غير ذلك، فالحمد لله على ما اختاره الله لنا أرى أن هذا الشعور الإيجابي تجاه الإبتلاءات هو المخرج الأول لك من مشكلتك لأنني شعرت من كلامك أنك تبحث عن مبرر لغضبك بلا سبب أو أخطائك في حق غيرك وهذا منهج غير سليم، فالغضب آفة خطيرة تحتاج إلى علاج، ولا تُعذر في إنفاذه هكذا بلا ضابط مع الناس، وعلاج الغضب موصوف في كتب الرقائق فيرجى العودة إليه في محله، أما ما ذكرت من وجود بعض الذنوب الكبيرة كترك الصلاة أو غير ذلك فاحذر أن تسوف ولو يومًا واحدًا في التوبة من هذه الكوارث لأنها مهلكة بنص الحديث، فعليك بالالتزام في صلاة المسجد والبحث عن صحبة المؤمنين وكثرة حضور مجالس العلم وكثرة الإستغفار والحرص على أذكار نبوية دائمة، وأخيرًا الإبتهال الدائم إلى الله أن يصلح قلبك وعملك وخاتمتك
التعليقات
إرسال تعليقك