ملخص المقال

كشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية عن شهادات موثقة لعدد من النيجيريين تظهر "تورط" قوات الشرطة والجيش النيجيريتين في قتل عشرات المسلمين خلال المواجهات القبلية والطائفية التي شهدتها مدينة جوس، عاصمة ولاية بلاتو، وسط البلاد، الشهر الماضي. واندلعت مصادمات بين جماعات عرقية ودينية من المسلمين والمسيحيين، على خلفية نتائج انتخابات رئاسة الحكومة المحلية، التي أجريت في جوس يوم 27-11-2008، وترددت أنباء عن فوز حزب الشعب الديمقراطي بها على عكس المتوقع. وأجريت الانتخابات بين مرشحي حزب عموم الشعب، الذي يتكون من أغلبية مسلمة من قبيلة الهوسا، وحزب الشعب الديمقراطي، ذي الأغلبية المسيحية، والذي ينحدر معظم منتسبيه من قبيلة البيروم. وقال كورين دوفكا، أحد كبار الباحثين في المنظمة الدولية: "إن واجب الشرطة النيجيرية والجيش هو وقف عمليات سفك الدماء التي خلفها ذلك الفصل المأسوي من مسلسل العنف الطائفي في نيجيريا، وليس المشاركة فيها". وحصلت "هيومان رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، على شهادات موثقة من شهود عيان نيجيريين تفيد بتورط قوات الجيش والشرطة في قتل أكثر من 90 مسلما خلال مصادمات جوس. ونقلت المنظمة عن سيد "26 عاما"، وهو عامل ميكانيكي، قوله: "رأيت 20 من أفراد الشرطة يتقدمون نحو منطقة تعج بالشباب، ثم انبطح نحو 10 منهم أرضا وزحفوا حتى وصلوا إلى المجمعات السكنية.. وبدا من تحركاتهم أنهم يريدون مباغتة مجموعة من الشباب (من 50-60 فردا) كانوا يقفون على أحد الطرق". وأضاف سيد في شهادته أن "أفراد الشرطة اقتربوا من الشباب وأطلقوا عليهم الرصاص؛ مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم". ويكمل شاهد العيان روايته لما حدث: "بعد ذلك بدءوا في مواجهة ومطاردة الشباب الذين فروا بحثا عن ملاذ لهم داخل المجمع السكني". وتابع قائلا: "رأيتهم يدخلون أحد المنازل على جانب الطريق المواجه لنا، وسمعت صوت طلقات رصاص، وبعدها رأيت خمس جثث على الأرض.. كانوا يطلقون الرصاص على أي شخص يجدونه متخفيا في ساحة وقوف السيارات الموجودة في المنطقة، وأخذوا يمشطونها لأكثر من عشرة دقائق بحثا عن الشباب". وأحرق أفراد من جماعات عرقية ودينية متناحرة منازل ومحال تجارية ومدارس ومساجد وكنائس في أجزاء متفرقة من جوس خلال المصادمات، وتناثرت المركبات المنقلبة والمحترقة في الشوارع، فضلا عن سقوط أكثر من 400 قتيل، في أسوأ اضطرابات طائفية تشهدها نيجيريا منذ سنوات. في واقعة أخرى، قال شهود عيان للمنظمة الحقوقية: إن شرطيا نيجيريا قتل ما لا يقل عن ثمانية مسلمين بعد أن أطلق عليهم الرصاص في حي ريكوس بالمدينة. وقال مهندس نيجيري (38 عاما)، كان شقيقه بين هؤلاء القتلى: "في حوالي الساعة العاشرة صباحا رأيت عربة عسكرية تسير على الطريق، وبها خمسة جنود، بينما كان سبعة أشخاص مسلمين قادمين من ناحية أحد المساجد، وبمجرد أن رأوا هؤلاء الجنود فروا إلى أحد المنازل للتخفي". وتابع المهندس قائلا: "ولكن أحد الجنود اقتحم المنزل واقتادهم إلى حيث تقف العربة العسكرية، ثم أمر الجندي شقيقي بأن يقف في الصف، وبعدها أطلق النار عليهم جمعيا ما عدا شقيقي". وأوضح أن: "بعضهم أصيب في صدره وبعضهم في بطنه، ثم قال الجندي لشقيقي "اذهب أنت" فلما ولى شقيقي مسرعا، أطلق الجندي عليه النار في ساقه فوقع شقيقي على الأرض، ثم أطلق عليه رصاصة ثانية لتستقر في جنبه، تلتها رصاصة ثالثة في صدره، فمات على الفور". بعدها أدار الجندي ظهره للضحايا وذهب وهو يصرخ في جميع النيجيريين بالمنطقة أن يدخلوا منازلهم، بحسب المهندس، الذي أوضح أن الضحايا "كانوا جميعا من قبيلة الهوسا المسلمة، وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 عاما، وكان شقيقي في الأربعين من عمره". وعقب مغادرة الجندي نقل أعضاء في "جماعة نصر الإسلام" جثث الضحايا إلى مسجد قريب للصلاة عليهم، ومواراتهم الثرى.
التعليقات
إرسال تعليقك