توقعت الحكومة العراقية تحقيق إيرادات بقيمة 55 مليار دولار من اتفاق نفطي جديد وقَّعته مع الصين لمدة عشرين عاماً.
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
كان من سُنّة رسول الله أن يُحسِن عشرة زوجاته، وربط خير المؤمن بقدرته على تقديم الخير لأهله، وكانت له لمسات رقيقة مع زوجاته فصارت سننًا نبوية
كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحسِن عشرة زوجاته، وأن يربط خير المؤمن بقدرته على تقديم الخير لأهله؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".
وكانت له لمسات رقيقة كثيرة في حياته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وصارت كل هذه اللمسات سُننًا نبوية جميلة، وعلى المسلمين أن يُمارسوها ويعتادوا عليها؛ فمنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعمَّد أن يشرب أو يأكل من الموضع الذي شربت زوجتُه منه أو أكلت؛ فقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ، وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ". والعَرْقُ هو العظم الذي عليه بقية من لحم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من موضع فم عائشة رضي الله عنها ليتلطَّف معها، خاصَّة في وقت الحيض؛ الذي قد تتأثَّر فيه نفسية الزوجة بانعزال الزوج عنها.
ومن اللمسات النبوية -أيضًا- أنه كان يعتبر أي تلطُّف مع الزوجة عملَ خيرٍ يُؤجَر عليه المرء؛ فقد روى البخاري عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ".. وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ".
ومن لمساته صلى الله عليه وسلم كذلك أنه كان يختار لزوجته اسمَ تدليلٍ ليتلطَّف به معها؛ فقد روى البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشُ؛ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ".
فهذه بعض الأمثلة النبوية، وعلينا أن نقتدي بها، وأن نبتكر كذلك ما يُناسب من طرقٍ لنُظهر حبَّنا وتلطُّفنا لأزواجنا؛ فبذلك تسعد بيوتنا في الدنيا، ويزيد أجرنا في الآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك