المدرسة البوعنانية بمدينة فاس، نسبة إلى السلطان أبي عنان فارس، هي من أشهر المدارس ببلاد المغرب، فما تاريخ بنائها وملامح تصميمها؟
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
كان رسول الله يُطيل جدًّا في صلاة القيام لكن سُنَّته في ركعتي الفجر -التي تعقب القيام مباشرة- كانت مخالفة تمامًا؛ إذ كان يُخفّف فيهما جدًّا!
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُطيل جدًّا في صلاة القيام فإن سُنَّته في ركعتي الفجر -التي تعقب القيام مباشرة- كانت مخالفة تمامًا؛ إذ كان يُخَفِّف فيهما جدًّا! فقد روى مسلم عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَيُخَفِّفُ، حَتَّى إِنِّي أَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟"، فتخفيفه كان كبيرًا إلى درجة أن عائشة رضي الله عنها كانت تسأل نفسها: هل قرأ فيهما بفاتحة الكتاب؟!
وروى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: "نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا، يُقْرَأُ بِهِمَا فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ".
فنحن إذا كنَّا نتعبَّد اللهَ في قيام الليل بتطويله؛ فإننا نتعبَّده في ركعتي الفجر بتخفيفهما، والدافع لنا لفعل ذلك هو اتِّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال لنا -كما روى البخاري عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه-: ".. وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي..".
ولعلَّ العلَّة في ذلك أن المسلم يكون خارجًا من صلاة الليل الطويلة، ومُقْبلاً على صلاة الصبح، وهي صلاة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطيل القراءة فيها نسبيًّا؛ فكان الأنسب أن تكون ركعتا الفجر خفيفتين حتى يتمكَّن المسلم من الخشوع في صلاة الصبح، ولا ينصرف ذهنه عن التركيز فيها بسبب شدَّة الإرهاق، وفي النهاية نحن نُقَلِّد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتَّبع سُنَّته سواء أدركنا العلَّة من ورائها أو لم ندركها.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك