كان المسلمون يتطلَّعون لفتح الصين، ولكنَّهم وصلوا فقط إلى حدودها وخاضوا معركةً واحدة، وعلى الرغم من انتصارهم فيها فقد قرَّروا العودة، فكانت معركة تلاس بمثابة علامةُ النهاية لحركة الفتوح الإسلاميَّة الكبرى في الشرق.
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
ليست السنة النبوسنة سماع القرآن، ية فقط في قراءة القرآن؛ بل في سماعه من الآخرين خاصة لو كان القارئ ذا صوت شجي، فما هو السبيل إلى تطبيقها؟ وما الدليل
ليست السُّنَّة النبوية فقط في قراءة القرآن؛ بل في سماعه من الآخرين كذلك؛ فقد روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ». قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي». فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: «أَمْسِكْ». فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. وروى مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي مُوسَى: «لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ».
وفي رواية الحاكم -وقال الذهبي: صحيح- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي مُوسَى ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ عَائِشَةُ، وَأَبُو مُوسَى يَقْرَأُ فَقَامَا فَاسْتَمَعَا لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ مَضِيَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو مُوسَى، وَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَرَرْتُ بِكَ يَا أَبَا مُوسَى الْبَارِحَةَ، وَأَنْتَ تَقْرَأُ فَاسْتَمَعْنَا لِقِرَاءَتِكَ». فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكَ لَحَبَّرْتُ لَكَ تَحْبِيرًا.
فسُنَّة سماع القرآن من الآخر سُنَّة محبوبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ خاصة لو كان القارئ ذا صوتٍ جميل، وتطبيق هذه السُّنَّة ميسور في زماننا، حيث تتوافر التسجيلات الكثيرة للقرَّاء حَسَني الصوت، فلنملأ أوقاتنا بسماع القرآن؛ في بيوتنا، وسياراتنا، وعلى أجهزة الهاتف المحمولة، والأجهزة الإلكترونية، فهذه هي أفضل طرق استغلال الوقت.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك