ملخص المقال
جمال الدين ابن الملك سعد الدين محمد بن أحمد بن علي بن ولصمع الجبرتي، ملك الحبشة، تولى أمور المسلمين في الحبشة
النسب والقبيلة
جمال الدين ابن الملك سعد الدين محمد بن أحمد بن علي بن ولصمع الجبرتي، ملك الحبشة، تولى أمور المسلمين في الحبشة بعد فقد أخيه منصور في سنة 828هـ.
النشأة
نشأ جمال الدين في بيت المجاهدين فتربى ونشأ على الجهاد، فقد جاهد والده النصار حتى استشهد وجاهد إخوته وأسروا في حربهم مع النصارى، وسيرته في الجهاد توحي بأنه نشأ نشأة صحيحة، وتربى تربية قويمة، فلن يحمل راية الجهاد إلا من امتلأ جنانه بالإيمان.
جهاده وأهم المعارك ودوره فيها
كان أثر الإسلام كبيرًا في نفس المسلمين، فقد كان دافعهم وراء دعوة الكافرين ومجاهدة المعتدين الباغين، ومن هؤلاء المجاهدين رجلٌ قد لا يعرفه الكثير هو ملك من ملوك الحبشة محمد بن سعد الدين، وكأن الله أراد لملوك الحبشة أن يكونوا ناصرين لدينه؛ فالنجاشي هو الذي حمى المسلمين في مهد الدعوة لما هاجروا إليه، وجاهد محمد سعد الدين في الحبشة وأسلم على يديه كثير من كفار الحبشة.
بعد أن تولى إمرة المسلمين جرد حسامه لمجاهدة الكافرين والمعاندين من الأحباش، وقد سار على منهاج والده سعد الدين الذي قضى نحبه في قتال الكافرين، فبدأ بدعوتهم للإسلام فأسلم على يديه خلق كثير، وممن أسلم على يده فارس من فرسان الحبشة يدعى (جوس)، وكان نصرانيًّا وحسن إسلامه، وكان هذا الفارس لا يطاق في القتال، فهزم الحبشة الكفار مرارًا، وأنكأ فيهم.
وغزاهم جمال الدين مرة ومعه (جوس)، فغنم غنائم عظيمة حتى بيع الرأس الرقيق بربطة ورق، وانهزم منهم مرة الحطي صاحب الحبشة، وقد جمع جمال الدين المسلمين وأغار على بلاد أمحرة، فدوخ تلك البلاد، وقتل وأسر وسبي عالمًا عظيمًا، واستسلم منهم أممًا كثيرة، فأقر كل من أسلم ببلاده، وولى عليهم من قبله، فاتسع نطاق مملكته، وقويت عساكره، وكثرت أموالهم، وبعث بالسبي إلى الآفاق، فكثر الرقيق من العبيد والإماء ببلاد اليمن والهند وهرمز والحجاز ومصر والشام والروم، ولم يزل الملك جمال الدين على طريقته في الجهاد حتى ثار عليه بنو عمه فقتلوه.
وفاته
قتل في جمادى الآخرة عام 835هـ على أيدي أبناء عمومته، وقد يكون قتله على يد بعض أبناء عمومته دسيسة من الكفار؛ لما رأوا من همته العالية في القضاء على الكفر وأهله.
قالوا عنه
مدحه العلماء وأثنوا عليه خيرًا، فقالوا عنه: إنه كان شجاعًا بطلاً مديمًا للجهاد، وكان من خير الملوك دينًا ومعرفةً وقوةً وديانةً، وكان يصحب الفقهاء والصلحاء، وينشر العدل في أعماله حتى في ولده وأهله[1].
التعليقات
إرسال تعليقك