ملخص المقال
أحمد كوبريلي ابن الصدر الأعظم محمد كوبريلي خلف والده في منصبه بعد وفاته، وكان أصغر من تولى منصب الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، فمن هو كوبريلي؟
نسب ومولدج أحمد كوبريلي:
أحمد كوبريلي ابن الصدر الأعظم محمد كوبريلي خلف والده في منصبه بعد وفاته، وكان أصغر من تولى منصب الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، وقد استطاع بحسن إدارته أن يسوس البلاد، وأعلى راية الجهاد وفتح البلاد حتى لقي ربه بعد أن أعاد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها. وكان مولده عام 1045هـ/ 1635م في العاصمة إستانبول.
نشأة وتربية أحمد كوبريلي:
نشأ أحمد كوبريلي تحت رعاية والده محمد باشا كوبريلي فأحسن تربيته وتعليمه، فقد أنشأه على الإسلام، وعلمه أمور السياسة والقيادة، فخلف والده في منصب الصدر الأعظم ولم يخيب نظرة والده له، فقد أحسن سياسة الدولة ورعاية أحوال العباد، واستطاع في وقت قصير أن يعيد أمجاد الدولة العثمانية التي دبَّ في أوصالها الضعف، ورفع راية الجهاد، واستطاع أن يفتح أعظم قلاع النمسا، وكان ذلك من أثر تربية والده له.
جهاد أحمد كوبريلي وأهم معاركه:
بعد الضعف الذي استشرى في الدولة العثمانية، بدأت الثورات والفتن تدب في البلاد، وكانت الدولة الغربية الصليبية ترصد الدولة العثمانية لتنتهز الفرصة لتنقض عليها، وجرّأها على ذلك ضعف الخلفاء العثمانيين وضعف قادتهم، إلى أن تولى محمد الرابع الذي أطلق عليه آخر الخلفاء الفاتحين، وكان آنذاك صغيرًا، فتولت جدته إدارة البلاد إلى أن ماتت، ثم تولت أمه حتى بلغ الخامسة عشرة من عمره فتولى إدارة البلاد، وكانت أمه قد اختارت محمد كوبريلي الماهر بشئون السياسة ليتولى منصب الصدر الأعظم، إلى أن مات وقد أعاد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها، ثم خلفه ابنه أحمد باشا كوبريلي الذي رفع راية الجهاد وفتح البلاد، فبلغت الدولة العثمانية في عهده أوج قوتها، واستطاع أن يفتح أعظم قلاع النمسا وهي قلعة نوهزل.
بعد أن تولى الصد الأعظم أحمد كوبريلي شئون البلاد رفع راية الجهاد، ورفض الصلح مع النمسا والبندقية، وجهز جيشًا كبيرًا من المسلمين ليعيد إلى الأذهان أمجاد الدولة العثمانية المجاهدة، وتوجه على رأس الجيش لقتال النمسا، وقد تمكن عام 1074هـ من فتح أعظم قلاع النمسا قلعة نوهزل شرقي فيينا، وألقى الله الرعب في قلب الأوربيين بعد فتح هذه القلعة، فقد كان في اعتبارهم أن الدولة العثمانية دولة ضعيفة لا تستطيع دفع الهجوم عنها من أي دولة أوربية، فضلاً عن أن تهاجم وتفتح قلاعًا، ولكن إذا اعتصم المسلمون بحبل الله ووثقوا في نصره وأعدوا العُدَّة فُتحت أمامهم الأبواب المغلقة، وتنزل النصر على المسلمين في هذه الواقعة.
بعد الهزيمة التي أصابت النمسا اضطر ملك النمسا أن يرجو البابا لتدعمه فرنسا في حربها مع الدولة العثمانية، فدعمته فرنسا بستة آلاف جندي، ووقعت معركة (سان غوتار) من أعنف المعارك التي وقعت بين المسلمين وبين النصارى، ولم يتمكن كلا الفريقين من إحراز نصر على الآخر، وبعد أن رأت فرنسا قوة المسلمين حاولت فرنسا التقرب من الدولة العثمانية، وتجديد الامتيازات، غير أن الصدر الأعظم رفض ذلك، ثم حاولت فرنسا التهديد حيث أرسل "لويس الرابع عشر" ملك فرنسا السفير الفرنسي مع أسطول حربي، وهذا ما زاد الصدر الأعظم إلا ثباتًا، وقال: (إن الامتيازات كانت منحة، وليست معاهدة واجبة التنفيذ).
لقد تراجعت فرنسا أمام تلك الإرادة الحديدية، واستعملت سياسة اللين والخضوع للدولة العثمانية.
وفاة أحمد كوبريلي:
لقي أحمد كوبريلي ربه بعد حياة حافلة بالجهاد، وكان سياسيًّا بارعًا وقائدًا فذًّا، استطاع أن يعيد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها بين الدول بعد أن كادت تطيح بها، ولكن بموت أحمد كوبريلي عام 1087هـ دب الضعف في الدولة العثمانية لتسير إلى القاع بعد أن كانت في مقدمة العالم[1].
التعليقات
إرسال تعليقك