الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
التلوث البيئي للكائنات الحيَّة مقال للدكتور راغب السرجاني يتحدث فيه عن أهم الملوثات البئية عن طريق الحيوانات، وخطورة ذلك على العالم.
يشكل التلوث البيئي للكائنات الحيَّة خطرًا شديدًا يهدد العالم الآن، ومن هذه الملوثات المشهورة:
1- الانقراض:
تعد مشكلة الانقراض من أبرز المشكلات البيئية التي تواجهنا في الواقع المعاصر؛ حيث يفقد الإنسان -إلى الأبد- وبصورة يومية نوعًا من الكائنات الحية، ويعتبر الإنسان هو السبب المباشر وراء هذه المشكلة.
ورغم مرور قرابة الثلاثين عامًا على توقيع اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المُهدّدة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية [CITES [1 من قبل 80 دولة آنذاك، والتي تُعدّ من أهم معاهدات حماية التنوّع البيولوجي، إلا أنه ما زالت اليوم النباتات والحيوانات النادرة في العالم تُباع خفية وبطرق غير مشروعة، ويُهدّدها الدمار والانقراض بسبب الأنشطة البشرية، فضلاً عن أن الاتفاقية لا تُنظِّم إلا جزءاً ضئيلاً من هذه التجارة المربحة؛ حيث تُشير التقديرات إلى أن العائد السنوي لتجارة أنواع الحياة الفطرية يصل إلى مليارات الدولارات، وأن هذه التجارة تشمل مئات الملايين من أنواع النباتات والحيوانات[2].
وقد حذّر تقرير صادر في عام 2007م من الجمعية الدولية للحيوانات الثديية من أن نحو ثُلث الحيوانات الثديية في العالم معرضة لخطر الانقراض بسبب تدمير المواطن الطبيعية التي تعيش فيها.
وأضاف التقرير أن العديد من أنواع القرود وثدييات أخرى تُضطر إلى النزوح عن مواطنها الطبيعية في الغابات، حيث تعيش أو تتعرض للقتل إمَّا لاستهلاك لحومها أو لصنع الأدوية منها.
وركز التقرير على مصير 25 نوعًا من الثدييات، والتي تُعتبر الأكثر عرضة لخطر الانقراض بسبب مجموعة من المشكلات الملحة.
ويقول المشاركون في إعداد التقرير: إن ما تبقى من الأنواع الأكثر عرضة لخطر الانقراض يمكن جمعها كلها في ملعب واحد لكرة القدم[3].
ومن أبرز الأمثلة على الحيوانات المعرّضة لانقراض الفيل الإفريقي، حيث يقدّر عدد الأفيال التي يتم قتلها سنويًّا على أيدي الصيادين بـ 37 ألف فيل، كما تم في الربع الأول من عام 2009م ضبط كميات ضخمة من العاج الإفريقي المهرب للصينقدّرت بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني[4].
وكذلك في مارس 2009م اكتشف رجال الجمارك في فيتنام كميات أخرى من العاج الإفريقي تخص ما لا يقل عن 900 من الفيلة، كانت مخبأة داخل شحنة قادمة من ميناء دار السلام التابع لدولة تنزانيا الإفريقية[5].
2- الحشرات الضارة والفئران:
عندما نتطرّق إلى موضوع الحشرات الضارة والفئران كأحد الأسباب المؤدية إلى التلوث البيئي ونقل الأمراض، فإننا يجب أن نعيد التنبيه على قضية النظافة الشخصية والمكانية للبيئة التي يعيش فيها الإنسان، حيث إن النظافة -فقط- في حد ذاتها خير سلاح ضد الحشرات الضالة والفئران التي لا تعيش إلاَّ في الأوساط غير النظيفة، مثل المصارف والبِرك الراكدة والقمامة بأنواعها.
ولتوضيح مدى خطورة هذه الحشرات سنضرب مثلاً بحشرة رأيناها كثيرًا حتى ألِفناها ونحن لا نعلم الخطر الذي يمكن أن تتسبب فيه هذه الحشرة رغم ضعفها الظاهر!!
سنضرب المثل بالذبابة المنزلية، وتنحصر خطورة هذه الحشرة في قدرتها الفائقة على التكاثر بسرعة رهيبة؛ حيث إن زوج واحد من الذباب، ذكر وأنثى، يمكنه خلال مدة لا تزيد على ستة أشهر إنتاج 191 مليار ذبابة!
وقد اكتشف العلماء أن جسم الذبابة المنزلية مغطًّى بأعداد هائلة من الشعيرات، وتحتوي هذه الشعيرات على آلاف الميكروبات، حيث بلغ ما يمكن أن تحمله ذبابة واحدة ستة ملايين ميكروب[6].
ومن أخطر العادات الموجودة في الذبابة المنزلية أنَّها تقوم بعملية استرجاع لكمية من السوائل من داخل معدتها، ثم تقوم بعملية هضم مبدئي لهذه السوائل على السطح الذي تقف عليه، سواء كان هذا السطح جلد إنسان أو حيوان، ثمَّ تعيد امتصاص هذه السوائل مرَّة أخرى؛ مما يتسبب في نقل العديد من الأمراض الخطيرة للإنسان، أهمها: الكوليرا والتيفود والدوسنتاريا والرمد[7].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] اتفاقية السايتس (CITES): اتفاق دولي بين الحكومات، وتهدف إلى وضع الضمانات اللازمة لعدم تهديد التجارة الدولية في هذه الأنواع لحياتها وبقائها، وتم التوقيع على الاتفاق في العاصمة الأمريكية واشنطن في عام 1973م، و(CITES)اختصار للاسم المطول:
(the Convention on International Trade in Endangered pecies of Wild Fauna and Flora).
[2] الموقع الرسمي للاتفاقية الدولية على شبكة الإنترنت www.cites.org.
[3] موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت، 27 أكتوبر 2007م http://news.bbc.co.uk.
[4] صحيفة البيئة الآن المصرية، 25 أبريل 2009م، www.ennow.net.
[5] صحيفة البيئة الآن المصرية، 25 أبريل 2009م، www.ennow.net.
[6] أحمد عبد الوهّاب: المنهج الإسلامي لعلاج تلوث البيئة، ص120.
[7] أحمد عبد الوهاب: المنهج الإسلامي لعلاج تلوث البيئة، ص121.
التعليقات
إرسال تعليقك