The Mamluks in a few lines, from accession of Al-Ma’moon till assassination of Qutuz.
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
الاهتمام بالزراعة والغرس سُنَّة نبوية جميلة تهدف إلى إعمار الأرض وإصلاحها، ورسول الله يحث المسلمين على ذلك ويعظم لهم الثواب والأجر، فأي أجر هذا؟
الإسلام دينٌ يحضُّ على إصلاح الأرض وتعميرها، ولقد قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: 61]، فعمران الأرض هدفٌ من أهداف وجودنا عليها، ومن هذا العمران الاهتمام بالزراعة والغرس، وهذه سُنَّة نبوية جميلة؛ فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ»[1].
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ»[2].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها فِي نَخْلٍ لَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أُمْ كَافِرٌ؟» فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلَا دَابَّةٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ»[3].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»[4].
فهذه كلها نصوص تحضُّ بشكل صريح على الغرس والزرع، ولا يُشترط هنا احتراف مهنة الزراعة، ولكن يمكن تطبيق السُّنَّة بالمساهمة في تشجير المنطقة، أو حول البيت، وكذلك المساهمة في استصلاح الأراضي، أو على الأقل عدم التعرُّض بالإيذاء للأشجار والنباتات، لأنه إن كان في غرسها أجر فلا شكَّ أن في إيذائها وزر.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}[النور: 54].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مسلم: كتاب المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، (1552).
[2] البخاري: كتاب المزارعة، باب فضل الزرع والغرس، (2195)، ومسلم: المساقاة، باب فضل الغرس، (1553).
[3] مسلم: كتاب المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، (1552).
[4] النسائي: كتاب إحياء الموات، باب الحث على إحياء الموات (5757)، وأحمد (14310)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح. والدارمي (2607)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن والحديث صحيح. وابن حبان (5202)، واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح. وأبو يعلى (1805)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (568).
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك