طارق بن زياد، أسلم على يد موسى بن نصير وحسن إسلامه، فكيف تم له فتح الأندلس؟ وما هي تفاصيل المعارك التي خاضها؟
الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
هدي النبي في الصلوات الخمسة.. بماذا كان يقرأ النبي في الصلوات الخمسة؟ وما مدى قصر وطول كل صلاة منها؟ وما الفارق بين كل صلاة؟
وردت روايةً جامعة عرفنا منها تفصيلًا مهمًّا لصلوات اليوم الخمسة، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فُلَانٍ». قَالَ سُلَيْمَانُ: «كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاء بِوَسَطِ المُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطُوَلِ المُفَصَّلِ»[1].
في هذه الرواية عرفنا -بشكل غير مباشر- شكلًا إجماليًّا لصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد حَدَّد أبو هريرة رضي الله عنه أكثرَ الأئمة شبهًا برسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته، ولم تذكر الرواية اسم هذا الإمام العظيم، وذكر المجددي في شرحه لسنن ابن ماجه أن هذا الإمام هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ويحتمل أن يكون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو عمرو بن سلمة رحمه الله[2].
ويدعم كونه عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما رواه سعيد بن جبير، قَالَ: سَمِعْتُ أنس بن مالك رضي الله عنه، يَقُولُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْفَتَى. يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ[3].
ويدعم كونه عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما رواه مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، «فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ». فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: قَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم- أَوْ قَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم[4].
أما احتمال كونه عمرو بن سلمة رحمه الله فلرواية أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه، فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: وَكَيْفَ كَانَتْ صَلَاتُهُ؟ قَالَ: مِثْلَ صَلَاةِ شَيْخِنَا هَذَا -يَعْنِي عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ- قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ «يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ عَنِ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ وَاعْتَمَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ قَامَ»[5].
ومع ذلك فالأقرب أن يكون الإمام المقصود هو عمر بن عبد العزيز رحمه الله لورود رواية عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ فُلَانٍ، لِإِمَامٍ كَانَ بِالمَدِينَةِ..» [6]. وفي رواية للبيهقي: «.. لِرَجُلٍ كَانَ أَمِيرًا عَلَى المَدِينَةِ..»[7]. فالإمام كان أميرًا على المدينة المنورة تحديدًا، وهذا لم يكن إلا لعمر بن عبد العزيز رحمه الله، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كان خليفة للمسلمين، ولم يكن أميرًا على المدينة وحدها، وعمرو بن سلمة لم يكن أميرًا قط، أما عمر بن عبد العزيز فكان أميرًا على المدينة قبل أن يُصبح خليفة للمسلمين.
وعمومًا فوصف صلاة هذا الإمام وضَّح لنا الرؤية إلى حدٍّ كبير بخصوص الصلوات الجهرية، حيث كانت كلها في المعتاد من سور «المُفَصَّل»، والمُفَصَّل عِبَارَة عَنِ السُّبْعِ الْأَخِيرِ مِنَ الْقُرْآنِ، وأَوَّلهُ سُورَةُ الْحُجُرَاتِ، ولقد سُمِّيَ مُفَصَّلًا لِأَنَّ سُوَره قِصَار، فكُلُّ سُورَة كَفَصْلٍ مِنَ الْكَلَام[8]. واختلف العلماء قليلًا في تحديد السور الطوال أو الوسط أو القصيرة فيه، وقال السندي رحمه الله: «قيل: طواله إِلَى سُورَة عَم، وأوساطه إِلَى الضُّحَى»[9]. فهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي الصبح بالسور الطِوَال من المُفَصَّل، وهي من أول سورة الحجرات إِلَى سُورَة عَمَّ، وكان يُصَلِّي العشاء بالأواسط من المُفَصَّل: وهي من سورة النازعات إِلَى الضُّحَى، أمَّا المغرب فكان يُصَلِّي فيه بالقصار من المُفَصَّل: وهي من سورة الشرح إلى آخر المصحف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] النسائي: كتاب صفة الصلاة، تخفيف القيام والقراءة (1054)، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن النسائي 1/322 (981).
[2] هذا الترجيح لمحمد عبد الغني المجددي الحنفي في شرحه لسنن ابن ماجه بعنوان: «إنجاح الحاجة»، انظر: شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره ص59.
[3] أبو داود: باب تفريع أبواب الركوع والسجود، باب مقدار الركوع والسجود (888)، واللفظ له، والنسائي (721)، وأحمد (8348)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث أنس بن مالك إسناده قوي. والبيهقي: السنن الكبرى (2795)، وحسنه النووي، انظر: خلاصة الأحكام 1/414.
[4] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب إتمام التكبير في السجود، (753).
[5] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب من استوى قاعدًا في الأرض إذا قام من الركعة، (790).
[6] أحمد (8348)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.
[7] البيهقي: السنن الكبرى (4176).
[8] انظر: حاشية السندي على سنن النسائي 2/167.
[9] انظر: حاشية السندي على سنن النسائي 2/167.
◄◄ هذا المقال من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك