المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
من هي إيزابيل إبرهارت؟ وماذا تعرف عنها؟ وما هي قصة إسلامها؟
إيزابيل إبرهارت
(Isabelle Eberhardt)
هي الأديبة والكاتبة السويسريَّة إيزابيل إبرهارت، وُلدت في 17 فبراير 1877م، في جنيف بسويسرا، لأمٍّ أرستقراطيَّة لوثريَّة روسيَّة من أصولٍ ألمانيَّة هي ناتالي موردر، ولم تكن إيزابيل متأكِّدةً من كان والدها الحقيقي، فأخذت اسمها العائلي من جدَّتها من لأمها.
سُجِّلت إيزابيل ابنة لقيطة، وسبَّب ذلك لها مشاكل مادِّيَّة وعاطفيَّة كثيرة، وقد منعها ذلك من حقوقها الوراثيَّة، وأدَّى بها هذا إلى جفاء أشقَّائها الذين كانوا يُعادون أباها. على الرغم من ذلك، كانت إيزابيل متعلِّمة، في الرابعة عشرة اهتمَّت باللغة التركيَّة أوَّلًا قبل أن تتعلَّم وتُتقن اللغة العربيَّة، وتُكاتب بها بعضًا من كبار المستشرقين الروس المعاصرين لها، كما حصلت على كتابٍ في النظام النحوي في اللغة الأمازيغيَّة القبائليَّة وتعلَّمتها.
قصة إسلامها:
سافرت إيزابيل مع أمها إلى الجزائر في مايو 1897م، وهناك أشهرت إسلامها، واعتنقت الأم الإسلام تحت تأثير ابنتها. تُوفِّيت أمُّها فجأةً في عنَّابة، ودُفِنت تحت اسم فاطمة منوبية وفقًا للتقاليد الإسلاميَّة، بعد فترةٍ قصيرةٍ من وفاة أمِّها، انخرطت وتضامنت مع المسلمين في محاربتهم للاستعمار الفرنسي. وعاشت بقيَّة عمرها في الجزائر، مقيمةً فيها.
إسهاماتها:
كلَّفتها زوجة أحد النبلاء الأوروبِّيِّين -ميدورا ماركيز- بالتحقيق في الوفاة الغريبة لزوجها الماركيز في تونس، فاكتشفت إبرهارت المجتمع الشمال إفريقي بحرِّيَّةٍ لم تستطع أن تُجرِّبها كامرأة؛ عندما ارتدت ملابس رجاليَّة، تحت اللقب «سي محمود السعدي»، وهي تجول بلاد المسلمين تُحقِّق في الجريمة. اعتبرت إبرهارت الإسلام منالها في الحياة، ومن خلال رحلاتها تعرَّفت إيزابيل على الطريقة القادرية الصوفية السرِّيَّة، التي كان أتباعها يُحاربون الظلم الاستعماري في الجزائر، ويُساعدون ويُطعمون الفقراء في هذا الوقت. وفي مدينة «الواد» -«وادي سوف» بجنوب الجزائر- التقت إيزابيل بالرجل المسلم الذي أمضت بقيَّة حياتها معه، عندما كان جنديًّا في الجيش الفرنسي بشمال إفريقيا. لقد تزوَّجت منه بعد قراءة «الفاتحة» حسب الطقوس الإسلاميَّة. كان زواج أوروبِّيَّة بأحد أبناء البلد الأصليِّين بمثابة «فضيحة» آنذاك. لذلك لم توافق السلطات العسكريَّة الفرنسيَّة على زواجهما «مدنيًّا».
في بداية 1901م، هجم عليها رجلٌ بسيف، وقطع يدها تقريبًا في محاولة اغتيال، لكنَّها عَفَت عنه، ونجحت في الدفاع عن حياته. ويرجع السبب إلى الخلافات الداخليَّة الموجودة بين الطرق الصوفيَّة وبين الاستعمار من جهةٍ أخرى، واستغلَّت السلطات الفرنسيَّة الحادث وطردتها إلى مارسيليا، ويُرجع بعضهم سبب ذلك إلى خشية السلطات من تحقيق إيزابيل في جريمة الماركيز. وتحوَّل منفاها المؤقَّت إلى انتكاسةٍ شجَّعتها على كتابة العديد من مؤلَّفاتها. لقد جرى نفيها إلى مدينة مرسيليا لمدَّة عام، لكنَّها استطاعت أن تتزوَّج سليمان «مدنيًّا» في عام 1901م، وعاد «الزوجان» إلى الجزائر عام 1902م، لتعيش إيزابيل إبرهارت كإحدى نساء الجنوب الجزائري المسلمات.
وفاتها:
عملت إيزابيل لفترةٍ من الزمن صحفيَّةً في جريدة «الأخبار»، وفي الأشهر الأخيرة من حياتها أقامت إيزابيل في قرية عين الصفراء الموجودة قرب الحدود المغربيَّة الجزائريَّة؛ بهدف تغطية العمليَّات التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي بالحدود المغربيَّة، تُوفِّيت إيزابيل في فيضان طوفاني في عين الصفراء يوم 21 أكتوبر عام 1904م، حيث كانت تقطن بيت في الصحراء مع زوجها، وانهار البيت الطيني في الفيضان، كان عمرها 27 سنة فقط، وجد عناصر الجيش الفرنسي إيزابيل ميِّتةً غرقًا تحت أنقاض بيتها، وتُوفِّي زوجها سنة 1907م، وقيل: مات السي محمود منهكًا بالملاريا[1][2][3][4].
[1] سمير عطا الله: قافلة الحبر: الرحالة الغربيون إلى الجزيرة والخليج ١٧٦٢ - ١٩٥٠م، ص8-10.
[2] حفناوي بعلي: أثر الرواية الأنجلو أمريكية في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية دراسة مقارنة، ص113-120.
[3] https://ar.wikipedia.org.
[4] www.albayan.ae/paths/books/2008-07-13-1.656628.
التعليقات
إرسال تعليقك