التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
حوار مع المفكر الإسلامي عبد الحليم خفاجي يتناول دور مؤسسة بافاريا في ترجمات القرآن الكريم
** هل قرأ غير الألمان هذه الترجمة ووجدوا فيها ما يريدون؟
- نعم .. كانت البداية من قبل الروس المسلمين في السفارة السوفيتية قبل سقوط الاتحاد السوفييتي؛ حيث جاء أعضاء السلك الدبلوماسي لزيارتي وذكروا أنهم أعجبوا بالترجمة الألمانية، وأنهم لأول مرة يفهمون القرآن الكريم دون عوائق وبطريقة صحيحة، ولم تكن الترجمة الألمانية قد اكتملت، وطلبوا مني نقل ما أنجز - حتى ذلك الحين - إلى اللغة الروسية على أن تتحمل "بافاريا" التكلفة، فعلمت أنها إرادة الله، وأن الله قد كتب للعمل القبول بإذنه وحده، وافقت على الفور رغم ما تحملته من عناء الإنفاق على هذه الإنجازات.
** معنى ذلك أنهم هم الذين أقبلوا على مشروع الترجمة الروسية، نرجو التوضيح؟
- لقد عبروا عن تقديرهم للترجمة الألمانية المفسرة التي فهموا عن طريقها - ولأول مرة كما قلت لكم - معاني القرآن الكريم، الأمر الذي لم يحظوا به من خلال الاطلاع على التراجم الروسية القصيرة أو الألمانية القصيرة؛ حيث يسّرت الترجمة المفسرة الفهم، وأزالت الغموض الذي كان يقابلهم كلما قرءوا التراجم القصيرة .
لذلك رأوها خير وسيلة لفتح أبواب الشعوب الروسية على العالم الإسلامي، كما عرضوا استعدادهم لتوثيق الترجمة من جميع الجهات المعتمدة في العالم الإسلامي. ونزولاً على رغبتهم وإصرارهم تمت الموافقة على نقل الترجمة الألمانية الأم إلى اللغة الروسية، حيث استغرق العمل في الترجمة الروسية تسع سنوات من العمل المتواصل المضني، اكتملت الترجمة وسرعان ما عرفنا الطريق إلى موسكو لمراجعتها على أيدي نفر من المسلمين المختصين الروس حتى يستفيد من هذه الترجمة حوالي 80 مليون مسلم يقطنون إحدى عشرة ولاية، فضلاً عن إطلاع غير المسلمين عليها وإتاحتها في المنتديات، والمكتبات، والمراكز الثقافية، إضافة للمساجد والمراكز الإسلامية؛ لعل الله أن يهدي الجميع إلى الإسلام.
قام على العمل العملاق عدد من المراكز المعتمدة مثل مكتب "هوتسة" للترجمة بميونخ، ومكتب شئون القانون الدولي في البوسنة بإشراف البروفيسور "رامو أتاجيك" عميد كلية الحقوق في سراييفو، وتمت المراجعة على أيدي عدد من المسلمين الروس الثقات، ثم كانت المراجعة النهائية على يد كل من: الدكتور عبد السلام المنسي، والدكتورة سمية عفيفي في القاهرة، والروسية المسلمة بالينا في موسكو، وهم جميعًا من الخبرات التي لها قدرها في تخصصاتهم.
** نرجو تسليط الضوء على الترجمة التي تلت الترجمة الروسية، وهي البوسنوية؟
- أوجدت الحرب في البوسنة والهرسك اهتمامًا غير عادي لدى الشعوب الأوربية عامة والشعب الألماني خاصة بالإسلام، ويظهر ذلك جليًّا في الصحف والمجلات التي تتكلم كل يوم عن الإسلام والعالم الإسلامي ومستقبل العالم، كما يظهر ذلك من موجة الإقبال على السؤال الدائم عن كثير من القضايا ورؤية الإسلام لها، حيث لا توجد فيها مصادر معتمدة.
جاء دور الترجمة البوسنية المفسّرة على غرار ما سبقها من تراجم مفسرة، ولا يملك الإنسان إلا أن يسجد شكرًا أمام كرم الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
كان بين أيدي البوسنيين نسخة قديمة لمعاني القرآن الكريم منذ عهد الخلافة العثمانية.. وهي ترجمة الحاج على رضا كارابج، قمنا بطبعها مصغرة قبل اندلاع حرب البوسنة والهرسك.
زارنا اثنان من أهل البوسنة الدكتور رامو أتاجيك عميد كلية الحقوق بجامعة سراييفو وزميل له.. وأعربا عن رغبتهما في نقل الترجمة الألمانية المفسرة إلى اللغة البوسنية؛ لأنهم فهموا القرآن الكريم ولأول مرة على الوجه الصحيح من خلال الترجمة الألمانية المفسرة، نظرًا لإجادتهما اللغة الألمانية؛ إذ كانا يعيشان في ألمانيا قبل حرب الاستقلال. وافقنا على ذلك، فللقرآن رب يحميه.. وبعد سبع سنوات اكتملت الترجمة البوسنية المفسرة بحمد الله، فكانت فتحًا جديدًا من الله.
** وآخر الترجمات التي أصدرتها بافاريا؟
- آخر الترجمات هي الترجمة الإسبانية فقد قيّض الله لنا جنديًّا من أرض الحجاز أخذ على عاتقه تحمُّل نفقات الترجمة المفسرة إلى اللغة الإسبانية لحاجة المسلمين في إسبانيا وأمريكا الوسطى والجنوبية إلى مثل هذا العمل، ولكون اللغة الإسبانية هي الثانية في العالم من حيث عدد الناطقين بها بعد الإنكليزية، فهي لغة عريقة ورثت من العربية الشيء الكثير، يتكلم بها اليوم ما يربو على 400 مليون نسمة، وهي من اللغات اللاتينية الأساسية التي من الممكن أن تكون أساسًا للترجمة إلى الفرنسية والبرتغالية والإيطالية.
كانت مهمة اختيار لجنة الترجمة على عاتق أخينا الدكتور بهيج ملا حويش لكونه قضى في إسبانيا ما يربو على الثلاثين عامًا، ولكونه عضوًا في عدد من المؤسسات الدعوية الإسلامية العالمية، وقام بجهد متواصل ليكون حلقة الوصل بين بافاريا والمجلس الإسلامي الإسباني الأعلى للبحوث العلمية CESIC؛ ليقوم بتوثيق الترجمة المفسرة لمعاني القرآن الكريم في اللغة الإسبانية، وقد تحقق كل ذلك بفضل الله ورعايته على الوجه الأفضل.
ونشير إلى أن أمر الإشراف على الطباعة أسند إلى شركة (ديداكو - DIDACO) الإسبانية لما لها من إنتاج متميز يشهد به أهل الاختصاص في الغرب؛ ليكون في متناول القارئ الناطق بالإسبانية تحت اسم (الترجمة المفسرة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإسبانية) .
** ولكنك توقفت فجأة منذ إصدار الترجمة الإسبانية وكنت عازمًا على الترجمة الإنجليزية في أسرع وقت، فلم نسمع حسًّا ولا خبرًا؟
- نسعى لنقل المؤلفات الإسلامية للغات أخرى ولا تقتصر على الألمانية
حقيقة هي استراحة محارب، فقد حاولنا أن نعيد ترتيب البيت من الداخل، ووجدنا أن جهدنا لثلاثة عقود أو يزيد كان خارج بلادنا، فسعينا للتواجد في البيئة العربية كموقع وسط، واخترنا دبي في الإمارات لنقيم شركة هناك "بافاريا دبي "تهتم أكثر بالتسويق للمشروع، وهي الآن في مراحلها الأخيرة، ونسعى لإكمال المراحل الأخيرة من الترجمة الإنجليزية التي ستعدّ من أقوى الترجمات وأكثرها فعالية، وبإذن الله من خلالها سينطلق العمل إلى الإيطالية والفرنسية، ثم اليابانية والصينية، ولا نستبق الأحداث.
** وماذا عن المشروعات المستقبلية؟
- الله كان وراء هذا العمل بتوفيقه، فقد عقدت العزم أن ننطلق في مشروع حضاري عملاق أطلقت عليه "الفتوح العشر" وهي فتوح ربانية لنقل القرآن مفسرًا إلى اللغات الحية، وانتهينا من اللغة الإنجليزية كفتح جديد متميز، وتمت المراجعة النهائية وبصدد تأمين تكاليف الطباعة والمراجعة، والله هو الموفِّق، إضافةً للعمل الثقافي لنقل أفضل الكتب التي لها اهتمام بالإسلام أو الكتب المؤثرة التي توضح لغير العرب الصورة المشرقة للإسلام - إلى اللغات الأخرى.
وتوجد لدينا الترجمة المفسرة للقرآن الكريم باللغة البولندية جاهزة للمراجعة الآن، ولكن مؤجلة قليلاً لأهمية مشروع آخر.
ضيفنا في سطور
- عبد الحليم حسين خفاجي.
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة بافاريا للإعلام والنشر.
- مصري الجنسية.
- ولد في قرية مرصفة - محافظ القليوبية في 6 من فبراير 1932م.
- تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة 1954م.
- عمل في الكويت منذ مطلع السبعينيات باحثًا قانونيًّا في ديوان وزارة العدل الكويتية.
- هاجر إلى ألمانيا عام 1979 م.
- عمل في المركز الإسلامي في مدينة ميونيخ 1980م.
- ثم أسس مدرسة تدرِّس المنهجين العربي والألماني 1981م.
- أسس معهدًا لتعليم اللغة العربية للألمان 1982م.
- تفرغ لتأسيس مؤسسة بافاريا للإعلام والنشر كرافد ثقافي يعرِّف الأوربيين بالإسلام، ورسالته بمنهج وسطي بلا غلو ولا تفريط، حيث لم يكن يوجد منذ ربع قرن الكتاب الإسلامي بالفهم الصحيح 1983م.
ومنذ ذلك الحين يعمل في نفس المجال.. إذ كان يلفت نظره حرص الألمان على القراءة والسعي للتعرف على الإسلام، فملأ ذلك الفراغ بالعديد من الكتب الإسلامية، وكان شغله الشاغل هو القيام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية بفريق عمل من الألمان والعرب، فتم ذلك في ثلاث عشرة سنة، ومن هنا انطلق إلى اللغات الأخرى.
مؤلفاته:
- حوار مع الشيوعيين.
- عندما غابت الشمس.
- كواكب حول الرسول.
- دور أوربا في مستقبل العمل الإسلامي.
التعليقات
إرسال تعليقك