ملخص المقال
أعلن الرئيس حامد كرزاي في خطاب ألقاه أمام خريجي أكاديمية كابول العسكرية أنه إذا لم تسرع البلدان الغربية تنفيذ برنامج تجهيز القوات المسلحة الأفغانية،
من الممكن أن تصبح روسيا عاملا هاما في طموحات السياسيين الأفغان البارزين الرئاسية خلال انتخابات الرئاسة المرتقبة في أفغانستان صيف هذه السنة. فقد أعلن الرئيس حامد كرزاي في خطاب ألقاه أمام خريجي أكاديمية كابول العسكرية أنه إذا لم تسرع البلدان الغربية تنفيذ برنامج تجهيز القوات المسلحة الأفغانية، "فستفعل هذا بلدان أخرى".
ونشر المكتب الصحفي للرئيس الأفغاني في الأسبوع الماضي، مضمون رسالة الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الجوابية إلى حامد كرزاي، التي أعرب الجانب الروسي فيها عن الاستعداد لتقديم مساعدة للقوات المسلحة الأفغانية. وسيزور العاصمة الروسية في القريب العاجل وفد أفغاني يتكون من مسئولين عسكريين ومدنيين كبار. وسيكون توسيع التعاون بين أفغانستان وروسيا في الميدان العسكري التقني موضوعًا رئيسيًّا في مباحثات موسكو القادمة.
فما الذي أرغم كرزاي على الالتفات إلى روسيا التي لم تحظ باهتمامه حتى يومنا الراهن؟ وعلى سبيل المثال، تعلن كابول في رؤيتها المستقبلية في ميدان السياسة الخارجية، عن "الشراكة الإستراتيجية" مع الولايات المتحدة و"العالم الديمقراطي" الآخر، بينما لم تمنح روسيا فيها إلا موقعا متواضعا بين الدول الإقليمية، بعد الهند والصين.
من الممكن إعطاء تفسير موضوعي لأسباب حدوث هذه المفاجأة، من حيث المبدأ، بسهولة. فإن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لم يعلن أفغانستان "جبهة الولايات المتحدة المركزية" في مكافحة الإرهاب، وليس عازما على مضاعفة عدد أفراد القوة الأمريكية هناك من 30 ألفًا إلى 60 ألفًا فحسب، بل وينوي إعادة ترتيب شؤون النخبة السياسية نفسها في أفغانستان.
فاتضح أنه عندما هدد كرزاي الغرب أمام خريجي أكاديمية كابول العسكرية، "ببلد آخر"، أجرى أوباما في تلك الفترة، مفاوضات مع قادة أفغان متنفذين ومرشحين محتملين للفوز في انتخابات الرئاسة المرتقبة في البلد في هذه السنة. وبينهم وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، ووزير الداخلية السابق أحمد جلالي، ووزير المالية السابق أشرف غاني، ورئيس محافظة ننغرهار الحالي أغا شرزاي. ويرى المراقبون أن البيت الأبيض عازم على التخلي عن دعم كرزاي، بتحميله ذنب تحول المخدرات إلى أساس الاقتصاد الأفغاني، وكذلك الفساد، واختلاس أموال المانحين وغير ذلك.
وإن حسابات كرزاي من حيث المبدأ، صائبة، إذ أن الجيش الأفغاني الذي تم تكوينه في وقته بمساعدة الاتحاد السوفيتي، كان يعتبر أحد أقوى جيوش المنطقة. وكان مسلحًا وفق معايير الجيوش الإقليمية الأخرى، بصورة ممتازة. ولكن حاليًا، لا يوجد في الحقيقة، ما يمكن الافتخار به. فقد قامت روسيا خلال الفترة 2002- 2005 بتقديم مساعدة عسكرية تقنية إلى الجيش الأفغاني بمبلغ 200 مليون دولار. ولكن جرى إيقاف هذا التعاون فيما بعد. أما الولايات المتحدة والناتو فلم يحققا تقدمًا ملموسًا في بناء الجيش الأفغاني على مدى 7 سنوات. فلا يوجد سلاح طيران ولا معدات ثقيلة، وحتى الجيش نفسه لا يزال بعيدًا عن القدرة على ضمان الاستقرار داخل البلد. ولذلك بالذات، أصبح كرزاي على استعداد لطلب المساعدة من روسيا. ولكن يبقى السؤال: إلى أي مدى سيساعده ذلك في الانتخابات؟
المصدر: نوفوستي.
التعليقات
إرسال تعليقك