ملخص المقال
أم الداعية السني فتحي يكن ـ رحمه الله ـ عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في صلاة الجمعة 8 ديسمبر 2006 م
أمّ الداعية السني فتحي يكن ـ رحمه الله ـ عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في صلاة الجمعة 8 ديسمبر 2006 م،وبدعوة منه ـ رحمه الله ـ لرأب الصدع في الوسط اللبناني، والحفاظ على مقاومة الشعب اللبناني قوية، كان الحشد محاولة من جانب المعارضة اعتبرها المراقبون تهدف لتهدئة أجواء الاحتقان السياسي في بيروت والظهور بمظهر الموحد للبنانيين محذرا في خطبته اللبنانيين من الانزلاق في أتون الحرب المذهبية.
ومن خلف حاجز زجاجي، ألقى فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي (سنية)، المؤيدة للمعارضة، خطبة الجمعة أمام عشرات الآلاف من أنصار المعارضة المعتصمين بساحة رياض الصلح ببيروت وغالبيتهم من الشيعة بجانب عدد من السنة.
وشهدت الخطبة حضورا كثيفا لمشايخ من الشيعة والسنة، حيث بدت العمائم المميزة لكل منهما في الصفوف الأولى للمصلين، كما شهدت الصلاة حضورا كثيفا للنواب البرلمانيين من حزب الله، بالإضافة إلى وزرائه المستقلين.
وجاءت هذه المشاركة الكثيفة في صلاة الجمعة بعد فتوى وجهها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الخميس 7 ـ 12 ـ 2006 لأنصاره من الشيعة أجاز لهم فيها أداء صلاة الجمعة وحثهم على حضور الصلاة.
واتهم يكن في خطبته الولايات المتحدة وإسرائيل بالسعي لإثارة الفتنة المذهبية في المنطقة، محذرا اللبنانيين من الانزلاق في هذا الفخ.
وقال: "يوم فشلت القوات الأمريكية في العراق عسكريا لجأت إلي السلاح القذر والأقذر الذي هو سلاح الفتنة المذهبية".
ومضى يقول: "وها هي الولايات المتحدة اليوم تعتمد نفس الطريق.. تستخدم نفس السلاح القذر لتقذف باللبنانيين إلى المحرقة المذهبية تحت عنوان (تعبئة السنة لمواجهة خطر الشيعة، وتعبئة الشيعة لمواجهة خطر السنة) والذريعة نزع سلاح المقاومة وإحلال الديمقراطية.. ديمقراطية بوش الكاذبة الفاحشة".
وأعتبر أيضا أن محاولات الولايات المتحدة زعزعة الاستقرار في لبنان تأتي لتعويض "الخسارة الفادحة التي نزلت بها، وبربيبتها إسرائيل في حرب يوليو الأخيرة (الحرب الإسرائيلية على لبنان)".
وتابع بقوله: "إنهم يريدون أن يستردوا بعض ماء وجههم الذي سفحته المقاومة خلال الحرب".
المحكمة الدولية
![]()
|
يكن يلقى خطبة الجمعة
|
وتناول يكن في خطبته موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي التي يطالب تيار "14 آذار" اعتمادها لكشف ومحاكمة قتلة رفيق الحريري بقوله: "ليس صحيحا أن المعارضة ترفض المحكمة الدولية.. هذا كذب وافتراء، لكن المعارضة تتمسك بحصرية دورها، بحيث لا يتعدى دورها الكشف عن جريمة اغتيال الحريري رحمه الله".
وتابع قائلا: "إن معارضة مشروع المحكمة يجيء حتى لا يكون تدويل القضاء مدخلا لتدويل لبنان؛ لأن القضاء هو المقام الأرفع في كل الدول.. فإذا دول القضاء دولت السياسة والاقتصاد وكل شيء".
ونفى يكن أن تكون استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة ترمي لإجهاض مشروع تشكيل المحكمة، لكنه قال إنها: "استجابة لضغط المعارضة لتعطيل مشروع خطف لبنان وأمركته وصهينته".
البيت الأبيض
ودعا يكن في معرض حديثه عن المحكمة ذات الطابع الدولي إلى فتح ملف مسئولية البيت الأبيض في جريمة اغتيال رفيق الحريري، لافتا إلى وجود دراسة أمريكية نوهت إلى ذلك.
وخاطب يكن المصلين في ساحة رياض الصلح من الشيعة والسنة بقوله: هل تعلمون أنه على رأس الجهاز القانوني الموكل إليه من كوفي عنان مشروع إنشاء المحكمة الدولية يهودية، هي الدكتورة "داستا شراجر" خريجة جامعة تل أبيب، وبعد ذلك لنتساءل: هذه المحكمة كيف ستكون توجهاتها وقراراتها إن كان على رأسها يهودية من هذا النمط.
الثلث الضامن
وتحدث رئيس جبهة العمل الإسلامي حول الثلث الضامن الذي تطالب به المعارضة في تشكيل الحكومة بقوله: "هذا الثلث تتمسك به المعارضة من أجل ضمانة وحدة لبنان من التقسيم، وضمان عروبة لبنان من التغريب، وضمان سيادته من الانتقاص، وضمان استقلاله من الاحتلال والتبعية والإلحاق والالتحاق بالمشروع الشرق أوسطي الجديد".
تركيبة الاعتصام
ووصف يكن الاعتصام الذي بدأته المعارضة الأسبوع الماضي في وسط بيروت بـ"الحشد المليوني المتدفق يومياً.. المتجدد يوميا.. والمتألق يومياً منذ أسبوع، حشد غير مسبوق، حشد تاريخي ليس للشيعة وليس للسنة وليس لأي طائفة محددة؛ وإنما حشد لبناني على حجم لبنان وتعدديات الطوائف والمذاهب والتيارات الموجودة في لبنان".
وأكد يكن "أن هذا الحشد يمكن أن يستمر لا لأسبوع آخر ولا لشهر آخر وإنما يمكن أن يستمر سنة بعد سنة حتى إسقاط المشروع الأمريكي كما أسقطنا أسطورة الدولة التي لا تقهر(إسرائيل)، ليسقط بعد ذلك هذا المشروع في كل دولة عربية وفي الدول التي لا تزال للأسف يملى عليها القرار الأمريكي".
وختم يكن خطبته بتكرير دعوته اللبنانيين تجنب الفتنة الطائفية والمذهبية بقوله: "أيها اللبنانيون سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين إياكم من الانزلاق إلى أتون الفتنة والانخراط في ركب الشيطان، واسمعوا إلى تحذير نبيكم: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأوقدها وأشعلها".
عن إسلام أون لاين.نت ـ بتصرف
التعليقات
إرسال تعليقك