جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
الحروب الفلسطينية الحديثة، هي الحروب التي خاضتها فلسطين والأمة العربية أما الجيش الإسرائيلي، ومنها حرب48، وحرب 56، وحرب 73
لم تقتصر حلقة الصراع العربي الصهيوني على حرب 48 أو ما تسمى النكبة، وإنما كانت حرب 48 بدابة لسلسلة من الصراع الدامي على مر السنين وحتى يومنا هذا.
العدوان الثلاثي على مصر
الحرب العربية الثانية، وتعرف دوليا باسم "حرب السويس" وتسمى في العالم العربي "العدوان الثلاثى"، أما سببها فهو تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس، إثر رفض البنك الدولي –بإيعاز أميركي– تقديم قرض لمصر لبناء السد العالي مما أدى إلى قيام كل من فرنسا وإنجلترا بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، بشن هجوم شامل على مصر بدأ يوم 29 أكتوبر بدخول القوات الصهيونية إلى سيناء، وتدخلت فرنسا وإنجلترا بذريعة التدخل لحماية الملاحة في منطقة القناة واحتلت بورسعيد.
ولكن الضغط الدولي عمومًا والسوفيتي خصوصًا -حيث إن الأخير هدد باستعمال القوة لرد الغزاة- إضافة إلى المقاومة المصرية، كلها أدت إلى إنهاء العمليات يوم 6 نوفمبر، ثم انسحاب بريطانيا وفرنسا من بورسعيد يوم 22 ديسمبر 1956م، ثم انسحاب الكيان الصهيوني يوم 6 مارس عام 1957م من سيناء إلى ما وراء خط هدنة 1949م، وتحقق مصر انتصارًا سياسيًا بفشل العدوان في تحقيق أهدافه برغم الخسارة العسكرية.
ولكن هذا النصر الذي ساهم في دفع الثقة بالقدرة على المواجهة في مصر والمنطقة العربية من ورائها، أصبح مستهدفًا من الكيان الصهيوني ومن أكثر من طرف دولي، فانتكس في حرب عام 1967م بهزيمة الجيوش العربية وأطلق على هذه الحرب حرب "النكسة"، أي النكسة بعد النصر، وهي الحرب الثالثة بين العرب والكيان الصهيوني.
حرب يونيو 1967م
في 30 يونيو 1967م وقع الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعاهل الأردني على اتفاقية التحالف العسكري الذي أنهى النزاع بين الدولتين وزاد من خشية الكيان الصهيوني من خطة لحرب ضدها.
في 5 يونيو شنَّ الجيش الصهيوني هجوما على القوات المصرية في سيناء بينما بعث رئيس الوزراء الصهيوني برسالة للعاهل الأردني عبر وسيط أمريكي قائلاً: إن الكيان الصهيوني لن يهاجم الأردن إذا بقي الجيش الأردني خارج الحرب.
وتسمى أيضا حرب الأيام الستة؛ وذلك لأنها استمرت ستة أيام حارب فيها الكيان الصهيوني على ثلاث جبهات هي مصر وسوريا والأردن.
تحركات قبل الهجوم الجوي
قبل الهجوم الجوي قامت القوات الصهيونية بهجوم في الساعة السابعة والنصف صباحا من يوم 5 يونيو على المحور الأوسط بسيناء واحتلت موقعًا متقدمًا في منطقة "أم بسيس" الأمامية، وقد سبقت ذلك تحركات في اتجاه العوجة ليلة 4/5 يونيو لم تبلغ القيادة العليا، بل علم بها قائد المنطقة الشرقية ظهرًا بعد فوات الأوان وكان الرد عليها كفيلاً بتغيير الموقف.
الضربة الجوية الصهيونية
قامت الكيان الصهيوني في الساعة 8:45 دقيقة صباح الاثنين 5 يونيو لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطارًا حربيًا وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
وطبقا للبيانات الصهيونية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية، وردًا على الضربة الجوية الصهيونية قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن.
أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الصهيونية، بينما قصفت القوات العراقية جوًا بلدة ناتانيا على ساحل البحر المتوسط، أما الكيان الصهيوني فلم يكتف بقصف السلاح الجوي المصري بل قصف عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتي هليكوبتر.
ثم قصف المطارات السورية ومنها الدمير ودمشق، ودمر 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 اليوشن 28 قاذفة، كما هاجم القاعدة الجوية هـ3 في العراق.
وقدرت المصادر الصهيونية أنها دمرت 416 طائرة مقاتلة عربية. وقدرت خسائر الكيان الصهيوني بـ26 طائرة مقاتلة.
نتائج حرب 67
كانت نتائج حرب الأيام الستة كارثة علي العرب سواء علي الصعيد الميداني العسكري أو احتلال الأرض وتهويد القدس ونهب الثروات وفوق ذلك كله الخسائر البشرية وهو ما يتضح فيما يلي:
الخسائر البشرية والعسكرية
الطلعات الجوية المباغتة للطيران الصهيوني في اليوم الأول لحرب 1967م وما خلفته من تدمير لسلاح الطيران العربي حسمت المعركة، وأصبح بمقدور هذا الجيش تنفيذ مهامه العسكرية بسهولة، ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد وإنما أجبرت تلك الهزيمة التي مني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي بالضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول قناة السويس (بورسعيد والإسماعيلة والسويس) على الهجرة من ديارهم، وخلقت مشكلة لاجئين فلسطينيين جديدة تضاف إلى مشكلة اللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم عام 1948م. كما أجبرت قرابة مائة ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.
احتلال الأرض
شملت النتائج أيضا احتلال مساحات كبيرة من الأرض، الأمر الذي زاد من صعوبة استرجاعها حتى الآن كما هو الشأن في كل من فلسطين وسوريا، وحتى ما استرجع منها (سيناء) كانت استعادة منقوصة السيادة.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها كان الكيان الصهيوني يحتل شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أيضا.
هذه المساحات الجغرافية الشاسعة حسنت من وضع الكيان الصهيوني الاستراتيجي وقدرته على المناورة العسكرية، ومكنته لأول مرة من الاستناد في خططه الدفاعية إلى موانع جغرافية طبيعية مثل مرتفعات الجولان ونهر الأردن وقناة السويس.
الضفة الغربية والقدس الشرقية (احتلال وتهويد)
كان من تداعيات 1967م احتلال الضفة والقدس الشرقية وتقطيعهما بالمستوطنات وتهويدهما بمحاولات طرد العرب وهدم منازلهم، كما صودرت أراض بلغت نصف القدس الشرقية يوم الرابع من يونيو1967م.
والحال نفسه تكرر على الجبهة الأردنية، فقد احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (5878 كلم2) عام 1967م وقلص حدوده مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم) من بينها 83.5 كلم طول البحر الميت.
وكان نتيجة لذلك:
- السيطرة على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (حوالي 70 كلم 2) والتحكم في مقدساتها الإسلامية كالمسجد الأقصى وقبة الصخرة.
- إخضاع 2.5 مليون فلسطيني لسيطرتها. (تقديرات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني عام 2006م.
- زيادة أعداد المستوطنين وبناء المستوطنات التي ابتلعت مساحات كبيرة من أراضي الضفة والقدس حتى وصل عدد المستوطنين الآن 260 ألفا بالضفة و185 ألفا بالقدس الشرقية (وفقا للمصدر السابق).
- ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية في يوليو1967م ثم إعلانهما بقرار من الكنيست عاصمة موحدة وأبدية في يوليو1980م.
- العمل وبالتدريج على تنفيذ سياسة تهويد للقدس وطرد للسكان العرب وهدم للمنازل والأحياء العربية، ومصادرة للأراضي حتى بلغ مجموع ما صادرته من تلك الأرض ما يقارب نصف المساحة التي كانت عليها القدس الشرقية في الرابع من يونيو1967م.
الجولان.. احتلال ونهب للثروات
أما على الجبهة السورية وبعد هزيمة الجيش السوري، فقد استولى الكيان الصهيوني على 1158 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان البالغة 1860 كلم مربع.
وحقق استلاؤه على تلك الهضبة مزيدًا من المكاسب الاستراتيجية التي كان يحلم بها وذلك لما تتميز به الجولان من تضاريس تجعلها مرتفعة عن سطح البحر حيث تستند إلى جبل الشيخ من جهة الشمال ووادي اليرموك من الجنوب، وتشرف إشرافا مباشرا على الجليل الأعلى وسهلي الحولة وطبريا.
وكان الكيان الصهيوني قبل الخامس من يونيو تعتبر الوجود العسكري السوري فيها مدعاة لتهديد مناطقه الشمالية.
ولا يزال الكيان الصهيوني -حتى اليوم ورغم مرور أربعين عامًا- يحتل الجولان، ولم تستطع سوريا في حرب عام 1973م تحريرها، ولا تزال تداعيات هذا الاحتلال تتوالى.
حرب أكتوبر1973م
هي الحرب التي دارت بين مصر وسوريا من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى في عام 1973م. وتلقى الجيش الصهيوني ضربة قاسية في هذه الحرب حيث تم اختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء وهو خط بارليف. وكان النجاح المصري ساحقا حتى 20 كم شرق القناة, لكن المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني وأحداث الثغرة أعاقت الجيش المصري من التقدم أكثر في عمق سيناء، وكان الرئيس المصري أنور السادات يعمل بشكل شخصي مع قيادة الجيش المصري على التخطيط لهذه الحرب التي أتت مباغتة للجيش الصهيوني.
ملخص أحداث حرب 73
استمر الكيان الصهيوني في الادعاء بقدرته للتصدي لأي محاولة عربية لتحرير الأرض المحتلة، وساهمت الآلة الإعلامية الغربية في تدعيم هذه الادعاءات بإلقاء الضوء على قوة التحصينات الصهيونية في خط بارليف والساتر الترابي وأنابيب النابالم الكفيلة بتحويل سطح القناة إلى شعلة نيران تحرق أجساد الجنود المصريين.
جاء العبور في يوم السادس من أكتوبر في الساعة الثانية ظهرًا باقتراح من الرئيس السوري حافظ الأسد بعد أن اختلف السوريون والمصريون على موعد الهجوم ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين؛ لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم في العاشر من شهر رمضان، حيث انطلقت كافة طائرات السلاح الجوى المصري في وقت واحد لتقصف الأهداف المحددة لها داخل أراضى سيناء وفى عمق الكيان الصهيوني.
ثم انطلق أكثر من ألفى مدفع ميدان ليدك التحصينات الصهيونية على الضفة الشرقية للقناة، وعبرت الموجة الأولى من الجنود المصريين وعددها 8000 جندي، استشهد منهم النصف تقريبًا ثم توالت موجتي العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60000 جندي، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع، وسقط في ست ساعات هذا الخط الأسطورة الذي أشاع الكيان الصهيوني عنه أنه لا يقهر إلا باستخدام قنبلة ذرية.
فشل الكيان الصهيوني في استيعاب الضربة المصرية السورية المزدوجة وأطبقت جولدا مائير في الثامن من أكتوبر ندائها الشهير... أنقذوا إسرائيل ... ولأول مرة تظهر صور الأسرى للكيان الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية ليثبت أن العرب قادرين على صنع النصر.
توقف حرب 6 أكتوبر
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الصهيونية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وأقر المؤرخون أنه لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في إيقاف الحرب الرابعة لكان الكيان الصهيوني قد خسر الحرب وحصل أشياء أخرى ربما كانت لتغير من التاريخ فعلاً.
ولم تلتزم سورية بوقف إطلاق النار، وبدأت حرب جديدة أطلق عليها اسم "حرب الاستنزاف" هدفها تأكيد صمود الجبهة السورية بعد خروج مصر من المعركة واستمرت هذه الحرب مدة 82 يومًا، وفي نهاية شهر مايو 1974م توقف القتال بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات، وأخلى الكيان الصهيوني بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967م.
دور العرب في حرب 73
كانت الجزائر من أوائل الدول التي ساعدت المصريين في حرب العاشر من رمضان / 6 أكتوبر 1973م، وقد شاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية، وكان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين قد طلب من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرساله إلى المصريين وطلب السوفييت مبالغ طائلة لكنه لم يمانع وأرسل الأسلحة لإخوانه المصريين، وكذلك فعل الملك فيصل بن عبد العزيز في منعه للنفط عن الدول المساعدة للكيان الصهيوني في الحرب مما صحح ميزان القوي في الحرب.
أهم نتائج حرب 1973
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش الكيان الصهيوني لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في الكيان الصهيوني، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 1977م و زيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
اجتياح لبنان 1982م
اجتياح لبنان الأول عام 1982م .. ويعرف باسم حرب لبنان أو غزو لبنان، لقيام القوات الكيان الصهيونية بغزو لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية بحسب زعمها، ولقيت مواجهة من القوات اللبنانية والفلسطينية المشتركة، كما شاركت فيها القوات السورية التي انسحبت تحت وقع الضربات الصهيونية نحو أراضيها ونحو المناطق اللبنانية القريبة من حدودها.
وانسحبت القوات الصهيونية نحو الجنوب اللبناني بعد التوصل إلى اتفاق بشأن خروج "القوات الفلسطينية" من لبنان، وبعد تفاقم أعمال المقاومة ضدها.
وكان من أهم نتائج هذه الحرب قيام الكيان الصهيوني بتوسيع "الشريط الحدودي" الذي كان قد احتله في جنوب لبنان عام 1978م بالعملية التي أطلق عليها اسم عملية الليطاني.
ولم تنفصل هذه الحرب عن مسار الحرب الأهلية اللبنانية حيث وقفت بعض المليشيات اللبنانية وتحديدا في المناطق المسيحية إلى جانب الكيان الصهيوني في مواجهة ما كان يطلق عليها اسم القوى الوطنية والفلسطينية التي كانت تتمركز في المناطق الإسلامية غرب بيروت.
بعد هذه الحرب انتقلت البندقية من يد المقاومة الفلسطينية -التي خرجت من بيروت- إلى يد المقاومة اللبنانية، ثم انحصرت بعد اتفاق الطائف بيد المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله(الشيعي)، والتي توجت انتصارها بانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من الشريط الحدودي جنوب لبنان عام 2000م، وانكفأت إلى منطقة غير مأهولة بالسكان تسمى مزارع شبعا، وتقع على الحدود اللبنانية السورية ولا زالت غير مرسمة بحسب المعايير الدولية.
اجتياح لبنان الثاني - حرب تموز 2006م
يسميها الكيان الصهيوني رسميا بعد انتهائها بالحرب اللبنانية الثانية واشتهرت إعلاميا بحرب تموز، ووقعت يوم 12 يوليو إثر قيام المقاومة الإسلامية الذراع العسكري لحزب الله بعملية عسكرية عبر الحدود اللبنانية أدت لمقتل ثمانية جنود وأسر جنديين صهيونيين، وسمى حزب الله العملية بالوعد الصادق في دلالة على صدق أمينه العام حسن نصر الله في خطف جنود لمبادلتهم مع المعتقلين اللبنانيين في السجون الصهيونية.
وكان رد الكيان الصهيوني عنيفًا جدًا معتبرًا فعل حزب الله حربًا من لبنان عليها، فقامت قواتها بعبور الحدود اللبنانية لأول مرة منذ انسحابها عام 2000م. فيما قام سلاح الطيران بقصف الجنوب اللبناني واستهدف بشكل مكثف ضاحية بيروت الجنوبية التي تمثل الخزان البشري لحزب الله، واستهدف الجسور والطرق في معظم المناطق اللبنانية بذريعة قطع سبل إمداد المقاومة في الجنوب.
أما المقاومة الإسلامية فقامت بقصف صاروخي لمنشآت ومواقع عسكرية ومدنية حيوية في الكيان الصهيوني ووصل مداها إلى حيفا في العمق الصهيوني، وهدد الحزب بأن يستهدف تل أبيب نفسها إذا قصفت العاصمة بيروت.
ورغم التفوق العسكري للكيان الصهيوني فإن قادته فشلوا في تحقيق أهدافهم التي أعلنوها أثناء الحرب وهي استعادة الجنديين ووقف الصواريخ والقضاء على حزب الله.
وانتهت الحرب بالقرار الدولي رقم 1701 الذي صدر يوم 15 أغسطس وجاء في بعضه الدعوة لانسحاب الكيان الصهيوني إلى ما وراء الخط الأزرق، وابتعاد المقاومة وانسحابها إلى ما وراء نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني وقوة أممية مكانها، وهو ما حصل.
حرب غزة 2008م
22 هي عدد الأيام التي استغرقها العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فيما سمي بعملية "الرصاص المصبوب"، حيث بدأت العملية في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008م، وذلك بعد رفض حركة حماس تجديد التهدئة في 19 ديسمبر (كانون الأول)، واستمرارها في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على البلدات الصهيونية من جنوب القطاع، واستمرت الحرب حتى 17 يناير (كانون الثاني) 2009م، عندما قررت الحكومة الصهيونية وقف إطلاق النار من جانب واحد.
1417 فلسطينيا في غزة استشهدوا جراء العدوان، وهم يعادلون 0.1% من عدد سكان القطاع (1.5 مليون نسمة)، موزعون كالتالي[1]:
- 926 مدنيا، بينهم (313 طفلا و116 امرأة).
- 255 شرطيا.
- 236 من عناصر المقاومة، بينهم نزار ريان أحد قادة حماس، ووزير الداخلية في الحكومة الشرعية سعيد صيام.
- 5450 عدد الجرحى من الفلسطينيين، وهم يعادلون 0.4% من عدد السكان، بينهم 1606 أطفال و828 امرأة. وقد اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاحتلال الصهيوني باستخدام الفوسفور الأبيض بشكل ممنهج في قصف مناطق مأهولة بالسكان خلال الحرب، ويؤدي الفوسفور الأبيض لإصابات خطيرة حين يلامس الجلد أو لدى استنشاقه أو ابتلاعه، فالحروق بنسبة أقل من 10% من مساحة الجلد يمكن أن تكون قاتلة، لأنها قد تؤدي لأضرار تلحق بالكبد أو الكليتين أو القلب.
- 1.9 مليار دولار، هو تقريبا حجم الخسائر الاقتصادية المباشرة التي تكبدها قطاع غزة نتيجة العدوان (الخسائر في المباني والبنية التحتية)، وتشمل تدمير (4100) مسكن بشكل كامل، ونحو (35) مسجدا، و(120) مبنى حكوميا، و(3) مقرّات تابعة للأونروا. إلى جانب (17 ألف) مسكن آخر دمرت بشكل جزئي، وعدد من المدارس والجامعات والوحدات الصحية. وقد بلغ معدل البطالة في القطاع عشية العدوان (41.9%)، بما يعادل (120 ألف عاطل).
- 49 مليون دولار، هي حجم الحاجات التمويلية لإعادة إعمار المرافق والمباني التي يشرف عليها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في غزة، وفقا لتقديرات جامعة الدول العربية، يخصص أكثر من نصفها لإزالة الركام والأحجار التي يصل وزنها إلى 600 ألف طن، بينما يستخدم الباقي في عمليات إعادة إحياء الأراضي الزراعية والإعمار.
- 14 فقط هم عدد القتلى من الجنود الصهاينة وفقا للمعلومات الصهيونية. فقد عمد الاحتلال الصهيوني إخفاء الحجم الحقيقي للخسائر في جنودها وفرضت تكتّما إعلاميا تاما على خسائرها، ولم تعترف سوى بمقتل (14) جنديا وإصابة (168)، بعضهم كما زعمت بـ«نيران صديقة». وفي المقابل تؤكد المقاومة أن العدد الحقيقي للقتلى الصهاينة هو أضعاف هذا الرقم وأنه يقارب الخمسين جنديا ومئات المصابين.
- 120 مليون شيكل، هي حجم الأضرار التي لحقت بالمصانع في جنوب إسرائيل، ووفقا لحسابات اتحاد الصناعيين الصهاينة، منها 87 مليون شيكل أضرارا مباشرة أما المبلغ الباقي فأضرار غير مباشرة.
التعليقات
إرسال تعليقك