التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
تعد منطقة (البلقان) من أكثر مناطق العالم تعددًا في الأعراق والقوميات، ولا تنظر دول المنطقة إلى المشكلة الكوسوفية، من زاوية تأثيرها على وضع الأقليات في
موقف دول البلقان
تعد منطقة البلقان من أكثر مناطق العالم تعددًا في الأعراق والقوميات، ولا تنظر دول المنطقة إلى المشكلة الكوسوفية، من زاوية تأثيرها على وضع الأقليات في الداخل لاسيما في الدول التي يتواجد بها الألبان، بل تنظ كذلك إلى درجة ارتباط هذه الدول مع الدول الكبرى على المستوى العالمي.
ألبانيا:
الموقف العام في ألبانيا هو دعم استقلال كوسوفو، مع التأكيد وطمأنة المجتمع الدولي على استبعاد - وبصفة نهائية - الأفكار والمشروعات التوسعية من السياسات البلقانية مثل صربيا الكبرى وبلغاريا الكبرى وألبانيا الكبرى.
وقد تباينت مواقف الحكومات الألبانية المتعاقبة حسب الحزب المسيطر عليها، فبينما كانت حكومة الحزب الديمقراطي بزعامة صالح بريش حكمت من 1992 إلى 1997م تقف وبقوة خلف مطلب ألبان كوسوفو بالاستقلال عن صربيا، يلاحظ أن حكومة الحزب الاشتراكي والمعروفة بعلاقاتها الوطيدة بـاليونان تسلك مواقف دبلوماسية وصفت بالغامضة نحو قضية استقلال كوسوفو، ولذلك أصبحت متهمة من قبل الغالبية العظمى من الشعب الألباني سواء في ألبانيا أم في إقليم كوسوفوبالتفريط في القضايا القومية المشتركة للشعب الألباني، إلى درجة اتهام بعض ألبان كوسوفو الحكومة الألبانية بقيامها بتوقيع اتفاق مع اتحاد الصرب والجبل الأسود يتضمن اعتراف ضمنيا من ألبانيا بأن إقليم كوسوفو جزء من الأراضي الصربية، وهو ما نفاه بشدة وزير الخارجية الألباني كاستريوت إسلام خلال زيارته لـكوسوفو في 25 إبريل 2005م قائلاً: "لا يمكن لألبانيا أن تبيع كوسوفو".
أصبحت السياسة الألبانية مؤخرًا أكثر وضوحا؛ بسبب التقارب الأمريكي اليوناني الذي أحدث تغييرًا ملموسًا في سياسة الحكومة الألبانية؛ حيث صرح رئيس وزراء ألبانيا فاطوس نانو أثناء زيارته روما في مايو 2005م بضرورة البدء فورًا في مفاوضات الوضع النهائي لـكوسوفو على أن تكون في اتجاه الاستقلال عن صربيا، مع إعطاء كافة الضمانات للأقلية الصربية بـكوسوفو، كما أكد أنه لن تكون هناك نية لاتحاد بين كوسوفو وألبانيا مستقبلا.
ويؤكد الرئيس الألباني ألفرد موسيو مرارًا على ضرورة حصول كوسوفو على استقلالها، ويرى أن الكوسوفيين قاموا بإنجازات هائلة لبناء مجتمع ديمقراطي متعدد الأعراق على النسق الأوربي، وأنهم بهذا يستحقون من المجتمع الدولي تحديد الوضع النهائي والقانوني للإقليم في أقرب فرصة ممكنة. وأكد في 2 إبريل 2005م دعم ألبانيا لاستقلال كوسوفو، وقال: "مستقبل كوسوفو يجب أن يحدد من قبل مواطنيها، بما فيهم الأقليات، وخاصة الصربية بالتعاون مع المجتمع الدولي، في إشارة لضرورة عدم استشارة صربيا في هذا الشأن.
اليونان:
كان الموقف اليوناني معارضًا لتدخل حلف شمال الأطلسي في الشأن الصربي منذ البداية، ثم تغير الموقف إثر تقارب العلاقات اليونانية الأمريكية، وبرز التغير في الموقف اليوناني تجاه كوسوفو أثناء زيارة بتروس موليفياتيس وزير الخارجية اليوناني لـواشنطن في مارس 2005م، حين أكد أن اليونان ليس ضد مسألة استقلال كوسوفو، محذرًا من تقسيم الإقليم وقيام اتحاد بين ألبان كوسوفو وألبان المنطقة، لأن في الأمرين تهديد لمنطقة البلقان كلها.
كما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن منطقة البلقان تشهد تعاونًا بين الولايات المتحدة واليونان والناتو لحل المشكلات العالقة، في الوقت الذي فيه أكد المسئولون اليونانيون على مساندة الموقف الأمريكي الداعي إلى ضرورة الإسراع بتحديد الوضع الدائم لـكوسوفو.
ومن ناحيته صرح كارلوس جوداس رئيس المكتب اليوناني في ببرشتينا في إبريل 2005م بأن العلاقات اليونانية الكوسوفية تأخذ حيزًا متميزًا باعتبار اليونان من دول الاتحاد الأوربي، ودولة بلقانية في نفس الوقت، وأن اليونان يمكنها أن تقدم الكثير بشأن تحديد مستقبل كوسوفو، واستبعد خيار تقسيم كوسوفو بين الألبان والصرب، ما يعني أن هناك تطورًا إيجابيًّا في الموقف اليوناني يقوم ألبان كوسوفو بدراسته واستغلاله لصالح استقلال الإقليم.
ويلاحظ أن الموقف اليوناني قد تغير بدرجة كبيرة منذ نجاح الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة كوستاس كارامانليس في الفوز في الانتخابات التشريعية الأخيرة مارس 2004 التي أدت إلى إحداث تغييرات شاملة في السياسات الداخلية والخارجية اليونانية.
الجبل الأسود:
وهي الجمهورية الوحيدة المتبقية من يوغسلافيا السابقة بعد اتحادها مع صربيا ولا تزال تسعى للانفصال عن صربيا، وقد طلب منها المجتمع الدولي تأجيل النظر في هذا الشأن لحين الانتهاء من تحديد الوضع الدائم لإقليم كوسوفو خلال عام 2005م، فإنها ولهذا السبب تجد استقلال كوسوفو مصلحة لها؛ لأنه يفتح الباب لموافقة المجتمع الدولي على استقلالها أيضًا نتيجة وجود ارتباط المسألتين، مع الإقرار بوجود اختلاف وفروق في جوهر كل منهما.
ويرى رئيس وزراء الجبل الأسود ميلوجو كانوفيتش في مايو 2005م أن حل مشكلة الوضع القانوني لإقليم كوسوفو سوف يؤدي لاستقرار منطقة البلقان، وعبر عن أمله في إيجاد تسوية نهائية، والبدء بتنفيذها سريعا، كما أكد أن مسألة انفصال بلاده الجبل الأسود عن صربيا لا تمثل أي أخطار لمنطقة البلقان.
مقدونيا:
يتوجس مسئولو مقدونيا خيفة من استقلال كوسوفو؛ خشية طلب ألبان مقدونيا مستقبلاً الانضمام لألبان كوسوفو؛ وهو الأمر نفسه مع صرب مقدونيا الذين قد يسعون للانضمام لصربيا، ناهيك عن الأطماع اليونانية وسعيها المتصل والدائم ومطالبتها بجزء من الأراضي المقدونية التي تؤكد تبعيتها لها.
لذا تخشى السلطات المقدونية من تغيير في الحدود السياسية لدول البلقان حيث إنها تعتبر الجمهورية الأضعف بمنطقة البلقان، وبمعنى آخر الجمهورية التي تحمل عناصر تفككها منذ استقلالها عن جمهورية يوغسلافيا السابقة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، لهذا أعلنت مقدونيا في 10 يونيو2005 أنها سوف تقبل أي اتفاق بين بلجراد وبرشتينا بشرط عدم المساس بالأراضي المقدونية.
ويرى الجانب المقدوني أن تقريب دول البلقان من المؤسسات الأوربية والأطلسية سيكون بمثابة ضمان لعدم عودة الصراعات العرقية مرة أخرى، حيث ذكر رئيس وزراء مقدونيا برانكو تشرفنكوفسكي في 20 مارس 2004م خلال مشاركته في مؤتمر الاتحاد الأوربي لدول وسط أوربا أنه: "ما لم يتم العمل على تحسين أوضاع منطقة البلقان وضمها لـالاتحاد الأوربي، فإن عدم الاستقرار لن يكون مصير المنطقة فقط بل مصير أوربا كلها".
وإجمالا، فإن موقف دول البلقان من قضية استقلال كوسوفو مرتبط برؤية هذه الأطراف لمصالحها في منطقة البلقان، وأهمها الحفاظ على الكيان الذاتي كما في حالة مقدونيا، والحصول على الاستقلال كما في حالة الجبل الأسود، وحفظ التواصل مع ألبان كوسوفو كما في الحالة الألبانية، وأخيرا درجة الارتباط بـالولايات المتحدة الأمريكية كما في حالة اليونان. ولا شك أن مجمل هذه التفاعلات تصب في صالح قضية كوسوفو، لكن العائق الرئيسي يتمثل في الموقف الصربي العنيد والخلاف بين الأطراف الدولية الفاعلة خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي حول شكل الوضع النهائي للإقليم.
التعليقات
إرسال تعليقك