ملخص المقال
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الانتخابات أفرزت توازنا سياسيا يؤشر على حاجة كل طرف للطرف الآخر
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المعارضة «خاضت انتخابات نيابية صعبة ومعقدة، حتى قيل إن هذه الانتخابات انتخابات كونية ضد المعارضة في لبنان". وقال في حفل تكليف الفتيات الذي أقامته منطقة بيروت في "حزب الله" في قاعة الجنان: "لم يبقَ أحد في العالم من أميركا إلى الكيان الصهيوني إلى العرب وكثير من الذين تدخلوا، إلا وحاولوا التأثير على هذه الانتخابات كي لا تأخذ المعارضة الأغلبية النيابية".
نحن كمعارضة قلنا أننا لم نستطع أن نأخذ الأغلبية النيابية، وخسرنا ما توقعناه من أن نحصل على الأغلبية، لكننا حافظنا على عدد مقاعد المعارضة التي هي 57 مقعدا نيابيا، وخرجنا أعزاء لأن مستوى التصويت والصمود وتحقيق الهدف بأن نبقى موجودين في الساحة قد تحقق"
وجدد التأكيد على أن" المعارضة حصدت الأكثرية الشعبية بلا منازع، حيث بلغت أصوات المعارضة في كل الدوائر حوالي 55 % من المقترعين صوتوا للمعارضة و45 % من المقترعين صوتوا لجماعة 14 آذار، يعني أن لدينا أكثرية شعبية رغم أنه ليس لدينا أكثرية نيابية، ونحن ملتزمون بالقوانين المرعية الإجراء. لكن قيمة هذه الأكثرية الشعبية أنها تُبرز وجود توازن بين المعارضة والموالاة، وعلى الموالاة أن تأخذ بعين الاعتبار هذه القوى السياسية الوازنة التي تؤثر في مستقبل لبنان، من هنا أفرزت الانتخابات توازناً سياسياً دقيقاً ممَّا يؤشر على حاجة كل طرف للطرف الآخر، وبالتالي جماعة الموالاة يحتاجون للمعارضة للانطلاق بما يتَّفقون عليه، وإلا بغير الاتفاق لا يستطيعون قيادة السفينة، فالتوازن السياسي يتطلب تعاوناً ويتطلب اتفاقاً».
وقال القاسم: " تستطيع الأكثرية النيابية أن تقترح لتجد سبل التوافق، لكن لا تستطيع أن تُلزم المعارضة بما تريد هي. وعلى كل حال لدينا تجربتان خلال الأربع سنوات الماضية، التجربة الأولى هي تجربة التفرد والاستئثار، وكاد البلد يخرب وبالتالي لم تستطع الأكثرية النيابية أن تحكم، والتجربة الثانية هي التجربة الوفاقية التي تُرجمت من خلال اتفاق الدوحة».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، خلال حفل لجمعية القرآن الكريم، «أننا أمام استحقاقات وتحديات كبيرة. وما الإفصاح الذي تم عن لسان رئيس حكومة العدو إلا دليل واضح وبيّن على طبيعة التحديات والاستحقاقات التي تتنظرنا جميعا فماذا أعددنا لنواجهها؟».
واعتبر أن "كلام نتنياهو هو رصاصة الرحمة على ما اصطلح عليه بالاعتدال العربي، لأنه قال لهم بوضوح لا قيمة لكل اعتدالكم ولا قيمة لكل تنازلاتكم. فإذا كان الطريق مسدودا أمامكم فما هو الحل؟ هل هناك حل غير المقاومة؟".
واعتبر أن "الكلام الأخير تجاوز كثيراً النقاشات التي تحصل حول استراتيجيات دفاعية وحول ما يمكن أن نفعله في بلدنا أو في عالمنا العربي، وهذا لا يعني أننا لا نوافق على إستراتيجية دفاعية وسنبقى على طاولة الحوار نناقش. لكن ما طرحه نتنياهو هو أبعد بكثير من هذا النقاش لأن طرحه يعني حربا بلسان وشروط وخيارات سياسية".
وأكد أن "كل نقاش سياسي في لبنان أو في كل العالم العربي الآن أصبح بلا جدوى ولا قيمة ولا أهمية ولا أثر ما لم يكن مقروناً باستراتيجية واضحة لمواجهة هذا المشروع الكيان الصهيوني الجديد الذي يعيد المنطقة بأسرها إلى مرحلة 1948، وكل النقاشات السياسية أعتقد أنه ليس لها جدوى وهناك ملفات يجب أن تعالج في لبنان على المستوى الحكومي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. لكن كل المنطقة أصبحت الآن في دائرة التهديد لهذا المشروع".
واشار مسؤول العلاقات العربية في الحزب الشيخ حسن عز الدين، إلى استمرارية المشهد السياسي كما كان قبيل الانتخابات، "وأن المرحلة المقبلة هي رهن المبادرات التي سوف يُقدم عليها فريق الأكثرية النيابية إذ أن الكرة اليوم في ملعبه"، مؤكداً حرص المعارضة على الحفاظ على الكيان اللبناني من المخاطر المحدقة به سواء من الداخل أو الخارج.
التعليقات
إرسال تعليقك