الرسول
صلى الله عليه وسلم
في
مكة أطهر بقاع الأرض أضاء الكون لـميلاد
النبي خاتم النبيين، حيث
وُلد يتيمًا في عام الفيل، وماتت أمه في سنٍّ مبكرة؛ فربَّاه جدُّه عبد المطلب ثم
عمُّه أبو طالب، وكان يرعى الغنم ويعمل في التجارة خلال سنوات شبابه، حتى تزوج من
خديجة بنت خويلد
في سن الخامس والعشرين، وأنجب منها كلَّ أولاده باستثناء إبراهيم.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك،
وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم
كانت الهجرة إلى
المدينة المنوَّرة بعد شدة
بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات،
تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات،
وكانت حياته نواة الحضارة
الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد
الخلفاء الراشدين من بعده.
ملخص المقال
في المقال السابق تناولنا رواية أم سلمة لهجرة الحبشة الثانية، وذلك خلال روايتين في مسند الإمام أحمد، وأخرى عند ابن إسحاق، ويمكن إضافة ثلاث روايات أخرى
في المقال السابق تناولنا رواية أم سلمة لهجرة الحبشة الثانية، وذلك خلال روايتين في مسند الإمام أحمد، وأخرى عند ابن إسحاق، ويمكن إضافة ثلاث روايات أخرى إليهما تساعد على استكمال الصورة وهي روايات عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
أما رواية عمرو بن العاص فهي:
قَالَ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ[1]: اسْتَأْذَنَ جَعْفَرٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ائذَنْ لِي حَتَّى آتِيَ أَرْضًا أَعْبُدُ اللهَ فِيهَا لا أَخَافُ أَحَدًا. قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النَّجَاشِيَّ. قالَ عُمَيْرٌ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ: لمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ حَسَدْتُهُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لأَسْتَقْتِلَنَّ لِهَذَا وَلأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلًا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّكَ وَاللهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لَا أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ[2] إِلَيْكَ أَبَدًا، أَنَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي. قَالَ: ادْعُهُ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُ لَا يَجِيءُ مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولًا. قَالَ: فَجَاءَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَابَ نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. قَالَ: وَنَادَاهُ هُوَ مِنْ خَلْفِي: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللهِ. قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، قَالَ: وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَجِّرُوا. قَالَ عُمَيْرٌ: يَعْنِي تَكَلَّمُوا. قَالَ عَمْرٌو: فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لَا نَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا وَلا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَتَشَهَّدَ. فَإِنِّي أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ لَيَوْمَئِذٍ، قَالَ -يَعْنِي جَعْفَرًا-: صَدَقَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ. قَالَ: فَصَاحَ صِيَاحًا وَقَالَ: أَوَّهْ. حَتَّى قُلْتُ: مَا لابْنِ الْحَبَشِيَّةِ؟ فَقَالَ: نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسٍ، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ: يَقُولُ هُوَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ. قَالَ: فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ مِنْ أَمْرِهِ مِثْلَ هَذَا، وَقَالَ: لَوْلا مُلْكِي لاتَّبَعْتُكُمْ، وَقَالَ -يَعْنِي لِعَمْرٍو-: مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ لا تَأْتِي أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبْدًا. وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ. وَقَالَ لآذِنِهِ: مَتَى مَا أَتَاكَ هَذَا لِيَسْتَأْذِنَ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ عَلَيَّ إِلَّا أَنْ أَكُونَ عِنْدَ أَهْلِي، فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ أَهْلِي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبَى فَأْذَنْ لَهُ. قَالَ: وَتَفَرَّقْنَا[3].
وجاء في رواية ابن مسعود رضي الله عنه ما يلي:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا فِيهِمْ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ الله بْنُ عَرْفَطَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونَ، وَأَبُو مُوسَى، فَأَتَوُا النَّجَاشِيَّ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ، فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا، ثمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، ثمَّ قَالَا لَهُ: إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ، وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا. قَالَ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَا: فِي أَرْضِكَ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، قَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُهُمُ الْيَوْمَ. فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟ قَالَ: إِنَّا لَا نَسْجُدُ إِلَّا للهِ عز وجل. قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَنَا أَلَّا نَسْجُدَ إِلَّا للهِ عز وجل وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى. قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ؟ قَالَ: نَقُولُ كَمَا قَالَ الله عز وجل هُوَ كَلِمَةُ الله وَرُوْحُهِ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ، وَلَمْ يَفْتَرِضْهَا[4] وَلَدٌ. قَالَ: فَرَفَعَ عُودًا مِنَ الأَرْضِ ثمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ، وَالْقِسِّيسِينَ، وَالرُّهْبَانِ، وَاللهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ مَا سِوَى هَذَا، وَمَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، فَإِنَّهُ الَّذِي نَجِدُهُ فِي الإِنْجِيلِ، وَإِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، وَالله لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ، وَأُوَضِّئُهُ. وَأَمَرَ هَدِيَّةِ الآخَرِينَ فُرُدَّتْ إِلَيْهِمَا، ثمَّ تَعَجَّلَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَغَفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ[5].
أمَّا رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقد جاء فيها:
عَنْ أبِي بُرْدَةَ بْنِ أبِي مُوسَى، عَنْ أبِيهِ، قال: أَمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أرْضِ النَّجَاشِيِّ. فَبَلَغَ ذَلِكَ قريشًا، فَبَعَثُوا عَمْرَو بْنَ اْلْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدِيَّةً. قَالَ: فَقَدِمْنَا وَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ. فَأَتَوْهُ بِهَدِيَّتِهِ، فَقَبِلَهَا، وَسَجَدُوا لَهُ، ثمَّ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّ قَوْمًا مِنَّا رَغِبُوا عَنْ دِينِنَا، وَهُمْ فِي أَرْضِكَ. فَقال لَهُم النَّجَاشِيُّ: فِي أَرْضِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْنَا. فَقَالَ لَنَا جَعْفَرٌ: لَا يَتَكَلَّمَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَأنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ. قال: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشيِّ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَارَةُ بْنُ الولِيدِ عَنْ يَسَارِه، وَالْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ جُلُوسٌ سِمَاطَيْنِ[6]، وَقَدْ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: إِنَّهُمْ لَا يَسْجُدُونَ لَكَ. قال: فَلَمَا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ دَنَوْنَا. قَالَ مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ: اسْجُدُوا لِلْمَلِكِ. فَقال جَعْفَرٌ: لَا نَسْجُدُ إلَّا للهِ عز وجل. قال: فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَاشِيَّ. قال: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ؟ قال: لَا نَسْجُدُ إِلَّا لله عز وجل. قال لَهُ النَّجَاشِيُّ: وَمَا ذَاكَ؟ قال: إِنَّ الله عز وجل بَعَثَ فِينَا رَسُولًا، وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام -بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ- فَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ الله، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شيئًا، وُنقِيمَ الصَّلَاةَ وُنؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرَنَا بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَانَا عَنِ المُنْكَرِ. قال: فَأَعْجَبَ النَّجَاشِيَّ قَولُهُ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. قال: أَصْلَحَ الله الْمَلِكَ، إِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ. قال النَّجَاشِيُّ لِجَعْفَرٍ: مَا يَقُولُ صَاحِبُكَ فِي ابْنِ مَرْيَمَ؟ قال: يَقُولُ فِيهِ قَوْلَ الله عز وجل، هُوَ رُوحُ الله وَكَلِمَتُهُ، أَخْرَجَهُ مِنَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ، الَّتِي لَمْ يَقْرَبْهَا بَشَرٌ. قال: فَتَنَاوَلَ النَّجَاشِيُّ عُودًا مِنَ الأَرْضِ، فَقال: يَا مَعْشَرَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ، مَا يَزِيدُ هؤلَاءِ عَلَى مَا نَقُولُ فِي ابْنِ مَرْيَمَ مَا يَزِنُ هَذِهِ. مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَريَمَ. وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لأتَيْتُهُ حَتَّى أَحْمِلَ نَعْلَيْهِ، امْكُثُوا فِي أَرْضِي مَا شِئْتُمْ. وَأَمَرَ لَنَا بِطَعَامٍ وَكِسْوَةٍ. وَقال: رُدُّوا عَلَى هَذَيْنِ هَدِيَّتَهُمَا[7].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] عمير بن إسحاق: هو عمير بن إسحاق القرشي، أبو محمد مولى بني هاشم، روى عنه: عبد الله بن عون، قال أبو حاتم، والنسائي: لا نعلم روى عنه غيره. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى -ابن معين-: كيف حديثه؟ قال: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. روى له البخاري في «الأدب»، والنسائي. انظر: المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال 22/369، 370.
[2] قطَعْنا إليهم هذه النُّطفةَ؛ أي البحر وماءه، والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة وللماء الكثير نُطفة، وهو بالقليل أخص. ابن منظور: لسان العرب، 9/334. وعمرو بن العاص يقصد هنا -والله أعلم- الماء القليل، ويعني به المكان الضيق الذي يعبرون منه من الجزيرة العربية إلى أرض الحبشة، ومراد عمرو بن العاص من هذا التعبير: أننا لن نعبر إليك البحر القليل -مع سهولة ذلك علينا- إذا لم تقتل المسلمين!
[3] البزار: البحر الزخار 4/154، وأبو يعلى (7352)، وقال حسين سليم أسد: إسناده جيد. والمخلص البغدادي: المخلصيات 3/55، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، والبزار. وصدر الحديث في أوله له، وزاد في آخره قال: «ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين». وعمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وروى أبو يعلى بعضه، ثم قال: فذكر الحديث بطوله. انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد 6/29، وقال الصوياني: إسناده حسن. انظر: السيرة النبوية 1/138.
[4] ولم يفترضها: من الافتراض، والفرض: الحَزُّ في الشيء والقطعُ؛ أي: لم يُؤَثِّر فيها ولم يَحُزَّهَا يعني قبل ولادة المسيح. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 3/434، وابن منظور: لسان العرب، 7/202، وقال نشوان الحميري: ويقال: لم يفترضها ولد؛ أي: لم تلد ولدًا (أي قبل المسيح). انظر: نشوان الحميري: شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم 8/5173.
[5] أحمد (4400)، وأبو داود الطيالسي (344)، والبيهقي: دلائل النبوة 2/298، وقال ابن كثير عن رواية الإمام أحمد: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 3/88.
[6] سماطان: أي صفَّان، والسماط هو الصف من القوم، والسماط: الجماعة من الناس. ابن منظور: لسان العرب، 7/322.
[7] الحاكم (3208)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والمنتخب من مسند عبد بن حميد (550)، واللفظ له، وابن أبي شيبة (36640)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 6/31، وقال الصالحي: وقد روى البيهقي وغيره بسند صحيح عن أبي موسى في حديث الهجرة إلى الحبشة وفيه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر إلى أرض الحبشة. انظر: سبل الهدى والرشاد 2/402، وصححه إبراهيم العلي، انظر: صحيح السيرة النبوية ص77، 78، وصححه الصوياني، انظر: الصحيح من أحاديث السيرة النبوية ص91، 92.
التعليقات
إرسال تعليقك