التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
استلم عثمان الثالث الحكم وهو في السادسة والخمسين من عمره، لكنه لم يكن السلطان على دراية كافية بالأحداث، وهذا دفعه إلى كثرة تغيير الصدور العظام.
السلطان عثمان الثالث (1754-1757م)
تعتبر فترة حكم هذا السلطان امتدادًا لفترة حكم سلفه السلطان محمود الأول؛ بمعنى أن الدولة لم تشهد تغييرًا يُذكر، لا على المستوى المحلي أو الدولي، خاصة أنه لم يحكم إلا ثلاث سنوات فقط[1].
استلم عثمان الثالث الحكم وهو في السادسة والخمسين من عمره، وكان قد قضى معظم حياته حبيسًا في القصر الملكي[2] تطبيقًا لتلك العادة المقيتة في الأعراف السلطانية للدولة العثمانية، ولذلك لم يكن السلطان على دراية كافية بالأحداث، وهذا دفعه إلى كثرة تغيير الصدور العظام لعدم ثقته في أحد، ففي الشهور الأربعة والثلاثين التي حكمها تغيَّر المنصب سبع مرات[3]! أي أن متوسط ولاية الصدر الأعظم الواحد أقل من خمسة شهور، وهذا يدل على اضطراب فكري وسياسي، ومع ذلك فمن حسنات هذا السلطان أنه أعطى الصدارة العظمى في آخر فترة حكمه إلى خوجة محمد راغب باشا Koca Mehmet Ragıp Pasha (خوجة كلمة فارسية الأصل دخلت التركية، ولها معانٍ كثيرة منها السيد أو المعلِّم[4]، وهو لقب أُعطي إلى محمد راغب باشا لإنجازاته)، وهو من أفضل مَنْ تولوا هذا المنصب في القرن الثامن عشر كله[5]، وسيكمل الصدارة العظمى في عصر السلطان القادم.
على الرغم من سكون الحال في الدولة العثمانية في عهد السلطان عثمان الثالث فإن العالم الخارجي لم يشهد هذا السكون قط، فقد بدأت في عهده -في عام 1756م- الحرب العالمية الكبرى المعروفة بحرب السنوات السبع، وشاركت فيها معظم القوى العالمية، وكان لها تأثيرات كثيرة على أوروبا والعالم، ولن تسلم الدولة العثمانية، على الرغم من عدم مشاركتها في الحرب، من آثارها.
مات السلطان عثمان الثالث في 30 أكتوبر 1757[6]؛ ليصعد مكانه على العرش ولي عهده، وابن عمه، الأمير مصطفى بن السلطان الراحل أحمد الثالث[7].[8].
[1] سرهنك، إسماعيل: حقائق الأخبار عن دول البحار، المطابع الأميرية، بولاق، مصر، الطبعة الأولى، 1312هـ=1895م. صفحة 1/626.
[2] كولن، صالح: سلاطين الدولة العثمانية، ترجمة: منى جمال الدين، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1435هـ=2014م.238، 239.
[3] حليم، إبراهيم: التحفة الحليمية في تاريخ الدولة العلية، مطبعة ديوان عموم الاوقاف، القاهرة، الطبعة الأولى، 1323هـ=1905م. صفحة 166.
[4] بركات، مصطفى: الألقاب والوظائف العثمانية (دراسة في تطور الألقاب والوظائف منذ الفتح العثماني لمصر حتى إلغاء الخلافة العثمانية من خلال الآثار والوثائق والمخطوطات 1517 - 1924)، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2000م. الصفحات 250، 251.
[5] أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول، صفحة 1/617.
[6] كولن، 2014 صفحة 238.
[7] إبراهيم أفندي: مصباح الساري ونزهة القاري، بيروت، الطبعة الأولى، 1272هـ=1856م. صفحة 226.
[8] دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1442هـ= 2021م، 2/ 859، 860.
لشراء كتاب قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط يرجى الاتصال على الرقم التالي: 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك